في جامعة تورنتو بكندا، يجسّد مخيم اعتصام الطلبة رمزا للصمود والتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفضًا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة.
يتحدى الطلاب والمتطوعون الصعاب بإصرار وقوة، باذلين جهودًا مضنية لتلبية احتياجاتهم اليومية من الطعام والشراب ومستلزمات أخرى أساسية، على الرغم من التحديات التي تعترضهم من إدارة الجامعة.
الطالب في جامعة تورنتو، محمد ياسين قال: “هذا المخيم هو مجهود 7 أشهر من الشغل والتعب من أجل القضية الفلسطينية، وتاريخها بالجامعة أطول من هذه المدة بكثير”.
وأوضح ياسين من داخل المخيم أن طلباتهم في هذا الاعتصام لا تختلف كثيرًا عن طلبات الاعتصامات السابقة التي تتمثل في: “ضرورة قطع الجامعة كل استثماراتها مع الشركات والجامعات الإسرائيلية، والإعلان عن كافة استثماراتها مع هذه الشركات”.
ويضم المخيم مكتبة تحوي كتبًا عن التاريخ الفلسطيني، وهذا ما أوضحته المتطوّعة سارة بقولها: “المكتبة تتألف من كتب تتعلق بالنظرية السياسية والتاريخ، وتحديدًا تاريخ السياسة الفلسطينية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تاريخ السود وتاريخ السكان الأصليين بالطبع، لأن هناك الكثير من التشابه بين هذه الصراعات وصراع الفلسطينيين”.
وعن الإقبال على المكتبة لفتت سارة إلى أن كثيرا من زوارها طلاب وأساتذة يأتون من الجامعة ومن خارجها للاستفسار عن القضية الفلسطينية وعن الحرب الجارية على غزة، وعن سبب اعتصام الطلاب في الجامعات.
وتحوي المكتبة أيضا كتبًا مثل القرآن والإنجيل، وهو ما اعتبرته سارة سببًا لردع الشرطة عن تدميرها: “نحن قلقون أنه في حالة حدوث شيء ما قد يتم تدمير هذه المكتبة، نأمل أن يكون لدى الشرطة احترام لقدسية الكتب بشكل عام بما أننا داخل حرم جامعي”.
مزرعة للطاقة
ولتوفير الكهرباء داخل المخيم ابتكر طلاب الجامعة خيمة توفر الكهرباء والطاقة من خلال الألواح الشمسية، وهذا ما شرحه المتطوع هيجو أحد قائلًا: “لدينا مزرعة للطاقة الشمسية تتألف من 3 ألواح كبيرة نسبيًّا نستخدمها لشحن حزمة البطارية الضخمة التي لدينا وهي بنك الطاقة الكبير الذي نمتلكه”.
وأردف هيجو: “ولدينا خيمة التكنولوجيا حيث نستخدم البنك الكبير لشحن حزم البطاريات الصغيرة وشواحن الهواتف المحمولة، ويمكن للأشخاص تسجيل الدخول والخروج واستخدامها”.
ومن داخل مطبخ المخيم، أكد الطاهي محمد الكرخي أنهم يولون اهتمامًا كبيرًا لتوفير تشكيلة متنوعة وجودة عالية من الطعام والشراب للطلبة، مشيرًا إلى اهتمامهم أيضًا بتلبية احتياجات الطلاب الذين يعانون حساسية من بعض أنواع الأكل.
وأشار الطالب محمد ياسين إلى أن المخيم يضم مكبًّا خاصًّا للنفايات، حيث يتم فصل نفايات البلاستيك والورق والمواد غير القابلة لإعادة التدوير بعضها عن بعض، موضحًا أنهم يقومون بنقل النفايات بانتظام كل يومين إلى مكبّ خارج المخيم؛ بهدف الحفاظ على نظافة المخيم.
وأكد أن الجامعة لم تقدم أي دعم في هذا الصدد، بل صعبت الأمور بإزالة الحاويات من داخل الحرم الجامعي عمدًا.