عاطف رمضان

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الكويت، يبرز ميناء مبارك الكبير كمشروع استراتيجي يمثل طموحات وأحلام الشعب الكويتي وقيادته، فهو ليس مجرد ميناء، بل هو رمز لمرحلة جديدة من التنمية والازدهار.

أكاديميون ومواطنون أدلوا بتصريحات متفرقة لـ «الأنباء» عن أهمية هذا المشروع وكيف يعبر تصميمه عن البيئة الكويتية الأصيلة، والتحديات التي يمكن التغلب عليها من خلال التعاون الدولي والثقة في قدرة الكويت على تحويل هذه التحديات إلى فرص للتطور.

وأوضحوا أن البنية التحتية المتطورة تساهم في خلق بيئة ملائمة للتبادل التجاري والاقتصادي، وأن ميناء مبارك الكبير سيكون محورا مهما في الشبكات اللوجستية العالمية.

ووصفوا المشروع بأنه قادر على إحداث نقلة نوعية في مستقبل الكويت، وان نجاح ميناء مبارك الكبير يعتمد على الجرأة السياسية والاقتصادية، وفريق عمل محترف يمكنه إدارة هذا المرفق الحيوي.

وتطرقوا إلى أهمية الاهتمام بميناء مبارك الكبير وضمان التغلب على التحديات الإقليمية من خلال التعاون مع القوى العظمى، وأن الميناء سيحقق عوائد مالية كبيرة ويفتح فرصا وظيفية للشباب الكويتي.

ولفتوا إلى ان الميناء يمثل إنجازا هندسيا كبيرا ومصدرا لآلاف فرص العمل للشباب، وأن المشروع سيسهم في تعزيز مكانة الكويت كمركز لوجستي إقليمي.

واستعرضوا رؤى متنوعة حول ميناء مبارك الكبير، هذا المشروع الذي يطمح إلى تحويل الكويت إلى مركز لوجستي عالمي، بما يعزز من مكانتها الاقتصادية ويحقق الرخاء لشعبها، وهذا هو الطموح الكويتي المتجسد في مشروع ضخم يجمع بين الأصالة والحداثة، ليكتب فصلا جديدا من فصول النجاح، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، قال عميد كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية السابق د.صادق البسام إن تصميم ميناء مبارك الكبير نابع من البيئة الكويتية الأصيلة ويعبر عن تطلعات القيادة والشعب لما سيكون عليه، مثلما تربط الدول الأخرى مشاريعها الضخمة ببيئتها وتراثها.

وأضاف البسام أن الكويت كانت ومازالت دولة بحرية بامتياز، حيث مخر الأجداد البحار والمحيطات من موانئها المختلفة مثل الشويخ وميناء عبدالله والزور وغيرها.

ورأى البسام أن التحديات التي تواجه الكويت تعتبر فرصا لتثبت الكويت أن قطار التنمية والتطور صعد السكة وسينطلق قريبا فمحطة الزور كانت محطته الأولى والتي افتتحها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وستكون محطته الثانية فيما يتعلق بالمشروعات الضخمة ميناء مبارك الكبير.

وقال: قد تواجه الكويت بعض التحديات الجيوبوليتكال والتي سيتم التغلب عليها بالرجوع إلى الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمت بين الكويت وجيرانها واعتمدتها قوى الشرعية الدولية، كما أننا كلنا أمل في أن تذلل الصين صاحبة عقد التنفيذ جميع التحديات والصعوبات التي قد تواجه إنجاز الميناء.

وأضاف البسام: أعرب عن فخري بما استطاعت بلدي تحقيقه من مشروعات ضخمة، كما أنه سيجعلني أرى مكانة ميناء مبارك الكبير بين موانئ العالم والإشارة بالبنان من قبل دول وشعوب العالم لما استطاعت دولة صغيرة في مساحتها وسكانها كبيرة في طموحاتها وإمكاناتها من تحقيق هذا المشروع الذي يضاهي وينافس أكبر موانئ العالم، كذلك يجعلني مطمئنا على أن الكويت ماضية بخطى حقيقية لأن تصبح مركزا ماليا وتجاريا وخدميا، وباكورة هذا المركز هو ميناء مبارك الكبير.

ولفت إلى أن الميناء سيزيد من قدرة الدولة على زيادة إيراداتها مما سينعكس على تحسين مستوى معيشة المواطنين والخدمات والتوسع وتحسين المرافق الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها مما سيعود بالنفع على الدولة وشعبها.

وتوقع البسام تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والحكومة الرشيدة برئاسة سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء أن يتحقق الحلم الذي راودنا منذ أكثر من عشر سنوات.

كما توقع أن تبدأ الدولة في تخفيض اعتمادها على النفط الخام كإيرادات وأنها ستبدأ من خلال باكورة مشاريعها وهو ميناء مبارك الكبير أن تنوع إيراداتها مما سينعكس على ميزانيتها ونوعية خدماتها ومستوى معيشة المواطنين.

التخطيط السليم

من جانبه، أكد المدير العام السابق للصندوق الكويتي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة إبراهيم الكندري أن العديد من المشروعات التنموية لا يقاس العائد عليها بشكل مباشر.

وأوضح أن البنية التحتية مثل الطرق تسهم في خلق البيئة اللازمة للتبادل التجاري والاقتصادي، وأن الموانئ تلعب دورا محوريا في الشبكات اللوجستية العالمية، مما يعزز الاقتصاد الوطني من خلال خدمات التخزين، وإعادة التصدير، وإعادة التعبئة، وربما التصنيع.

وشدد الكندري على أن التخطيط السليم يوفر فرصا كبيرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجالات متنوعة، مما يسهم في خلق فرص وظيفية تتجاوز العمالة غير الماهرة.

وأضاف أنه من الضروري ربط ميناء مبارك بشبكة نقل تصل الميناء بالأسواق المجاورة، مشيرا إلى أن مد خط السكك الحديدية الخليجية والعراقية سيزيد من قدرة الميناء على تحقيق التنوع الاقتصادي المطلوب.

وأشار إلى أن التعاون مع الصين يعتمد على مصالح متبادلة، حيث يمكن لميناء مبارك أن يكون محطة مهمة في مبادرة طريق الحرير الجديد. واختتم بالإشارة إلى أن التحدي الأكبر لمشروع ميناء مبارك هو المنافسة مع الموانئ الأخرى في الكويت، مثل ميناء الأحمدي والشعيبة لتصدير النفط، وميناء الشويخ التاريخي، مؤكدا أن الكويت بحاجة إلى تقييم مدى استيعابها لوجود هذا العدد الكبير من الموانئ.

نقلة نوعية

بدوره، قال المحلل الاقتصادي محمد العازمي إن ميناء مبارك الكبير يعد مشروعا ممتازا يمكنه أن يحدث نقلة نوعية في مستقبل الكويت بمجرد تشغيله.

وأضاف العازمي أن نجاح هذا المشروع يعتمد على توافر الجرأة السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى فريق عمل محترف يمتلك الخبرة في إدارة الموانئ العالمية.

وأشار إلى أن تشغيل هذا الميناء سيسهم بشكل كبير في تطوير الكويت، وسيعزز عمليات الشحن والاقتصاد الكويتي بشكل عام، مما يعكس إيجابيات ملموسة على مختلف القطاعات الاقتصادية.

التحديات الإقليمية

في السياق ذاته، قال خبير شؤون حماية المستهلك راشد الهاجري إن ميناء مبارك الكبير هو ميناء عالمي ذو أهمية كبيرة واستراتيجية تجارية عظيمة، وكان يمكن أن يكون في الخدمة منذ التسعينيات.

وأكد الهاجري أن على الكويت أن تولي هذا المنفذ العالمي جل اهتمامها بمشاركة دول عظمى لضمانه من بعض التحديات الإقليمية.

وأشار الهاجري إلى أن الحكومة يجب أن تسعى لأن يكون ميناء مبارك الكبير أكثر من مجرد ميناء، بل أن يشمل العديد من المرافق المحلية والخدمات العالمية للشركات.

كما دعا إلى توفير تسهيلات حقيقية لجذب الشركات العالمية، وأن يتم إدارة الميناء بعيدا عن الروتين الممل والتعيينات المبنية على المحسوبية، بل بالاعتماد على أصحاب الخبرات والحيادية التامة.

عوائد مالية

أما رئيس لجنة أهالي مدينة المطلاع السكنية خالد العنزي فقال إن ميناء مبارك الكبير سيسهم في تحقيق عوائد مالية كبيرة للدولة، ويفتح الفرص الوظيفية أمام الشباب الكويتي.

وأضاف العنزي أن الموقع الاستراتيجي لهذا الميناء يعزز مكانة الكويت على الصعيد العالمي، ويؤكد على حدود الدولة. وأكد أن فكرة إنشاء الميناء ممتازة، وأنه من المؤيدين بقوة لهذا المشروع.

إنجاز هندسي

بدورها، قالت م.فاطمة الشريفي إن مشروع ميناء مبارك الكبير يعتبر مصدرا لآلاف فرص العمل للشباب الكويتي، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحقيق الاستدامة.

وأضافت الشريفي أن الميناء يمثل إنجازا هندسيا كبيرا، مشيرة إلى أن البنية التحتية المتطورة للميناء ستعزز مكانة الكويت كمركز لوجستي إقليمي.

ولفتت إلى أن المشروع سيوفر فرص عمل متنوعة ويشجع على نقل الخبرات التقنية والهندسية إلى الشباب الكويتي، مما يساهم في تطوير الكفاءات المحلية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.