تحرص الجامعات في نهاية كل عام أكاديمي على تحفيز الطلبة لتنفيذ مشروعات مبتكرة يتم تقديمها في معارض خاصة تعد منصة للإبداع وإلهام العقول الشابة، وتوظف في مواجهة تحديات البيئة والمناخ وإيجاد الحلول المستقبلية.

وأوضحت ديمة القوادري، أستاذة مساعدة في كلية التصميم الداخلي والمنسوجات والمشرفة على المشروعات في جامعة هيريوت وات دبي، أن الجامعة استعرضت في حرمها، مشروعات وابتكارات طلبتها من كلية التصميمات والتي تهدف إلى معالجة بعض التحديات والقضايا البيئية والمناخية، عن طريق التصميمات الداخلية، والتي تمت مراعاة الجوانب الإنسانية والمجتمعية فيها.

وقالت إن المعرض يعد منصة توفر للطلبة الفرصة لعرض أفكارهم المبتكرة وتصميماتهم كما تتيح لهم فرصة لقاء الرواد في مجال التصميم ورواد الصناعة، والتفاعل معهم بهدف تبادل الأفكار والخبرات، مشيرة إلى أن المشروعات نفذها طلبة السنة الرابعة في الكلية بإجراء استكشاف متعمق لتأثير الأحداث في المساحات وتطوير أساليب وتقنيات متميزة خاصة بهم.

وأكدت أن الكادر الأكاديمي في الجامعة أخذ على عاتقه مسؤولية توفير فرص لخوض التجارب العملية المثمرة عبر مشروعات عملية لتنمية مهاراتهم الشخصية وتوسيع مداركهم ثم إثراء تجربتهم الأكاديمية والبحثية، وتحفيزهم على النجاح .

وأوضحت أن الفعاليات سلطت الضوء على المواهب الاستثنائية لطلاب التصميم الداخلي في الجامعة، فوفرت لهم منصة لعرض مشروعاتهم المبتكرة، والتواصل مع أصحاب الشركات وتوفير فرص عمل وتدريب، كما أتاحت الفرصة لرواد الصناعة لاكتشاف أفكار جديدة.

محرك للتغيير

وأكد عدد من الطلبة المشاركين لـ«البيان»، أن هذه الفعاليات تعمل على تنمية روح الإبداع لديهم، وتحثهم على استغلال الموارد المتاحة، وتشجعهم على تصميم وتطوير تجاربهم ومشروعاتهم العلمية، وتدفعهم نحو التفكير الإبداعي والمستقل، كما تعزز وعيهم بقضايا البيئة والمناخ وتوفير حلول مستدامة للمشكلات الاجتماعية، كما تبرز دور الجامعات محركاً للتغيير الاجتماعي والبيئي، وتسلط الضوء على الدور المهم الذي تؤديه المشروعات الطلابية المبتكرة في تحقيق التنمية المستدامة.

وقالت الطالبة زينب عتيق إن مشروعها يركز على الحفاظ على الآثار والتراث التاريخي، فيدور المشروع في تأثير الدمار الذي تخلفه الحروب والنزاعات ولا سيما في المعالم التاريخية، وضرورة حمايتها عبر نشر الوعي المجتمعي للحفاظ عليها.

وأضافت إن المشروع أسهم في تحسين قدرتها وبناء مهاراتها في مواجهة التحديات والتوصل إلى حلول إبداعية، فضلاً عن تعزيز معرفتها التقنية ومهارة التواصل عبر تقديم وشرح المشروع للأساتذة والطلبة وأصحاب الصناعة، مشيرة إلى أن المعرض ساعدها على بناء علاقات قوية بأصحاب الصناعة لاكتساب رؤى في الاتجاهات والمعايير والتوقعات في الصناعة، وفتح مجالات وفرص وظيفية بعد التخرج وإنشاء اتصال شبكي بين الطلاب والمهنيين، ما يساعد على سد الفجوة وتسهيل التواصل.قالت الطالبة سمية عبدالله إن مشروعها يركز على التأثيرات السلبية للفيضانات في المجتمعات، مشيرة إلى أنها صممت مشروعها ليكون متحفاً تجريبياً يربط تجارب الماضي المتعلقة بالمياه بالتحديات البيئية الحالية بسلاسة، ولا سيما الفيضانات المفاجئة، لافتة إلى أن مشروعها يتجاوز إيجاد الحلول لهذا التحدي، فيستكشف أيضاً الأبعاد الاجتماعية والإنسانية العميقة لعلاقتنا بالبيئة والمياه، وتعميق فهمنا لهذه الروابط وإثارة التفكير وتعزيز دورنا في معالجة والحد من الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية.

وقالت الطالبة هدى خالد إن مشروعها يركز على الحد من آثار تجارب الطفولة السلبية ومعالجة أضرارها، مشيرة إلى أن قضية إساءة معاملة الأطفال تعد مصدر قلق في المجتمعات، على الرغم من الجهود الحكومية المستمرة لمكافحتها.

وأضافت إن مشروعها مبنى يوفر ملاذاً آمناً لتوفير الراحة والشفاء للأفراد المتأثرين بتجارب الطفولة السلبية ودعم رحلة شفائهم بتوفير مساحة تعزز السلام والمرونة، لمساعدة الأفراد على التعافي من صدمات الماضي، مشيرة إلى أن المشروع أسهم في تعزيز مهاراتها التقنية، ولا سيما في مجال النمذجة ثلاثية الأبعاد، وفي تحسين قدراتها على حل المشكلات عبر تطوير حلول مبتكرة لعلاجات مختلفة بطريقة ممتعة وتفاعلية للأطفال، فضلاً عن تعزيز التفكير الإبداعي لديها وتعزيز التواصل مع الأقران وخبراء الصناعة، ورفع الوعي بأهمية مكافحة العنف ضد الأطفال.

وأوضحت الطالبة آية أبلاوي، أن مشروعها يركز على الصحة العقلية في التعليم والدراسة، عبر خلق مساحة تركز على الصحة العقلية في ما يتعلق بالتعليم، في معظم الأحيان، وتلبية احتياجات الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه محيطهم وبيئتهم من أجل مساعدتهم على التركيز والدراسة والقراءة.

وأشارت الطالبة جويتي أوديدرا إلى أن مشروعها يهدف إلى إحداث تأثير إيجابي في تجربة التسوق، بتحسين الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع محال البقالة من أجل توفير التغذية والرفاهية العامة للعقل والجسد والروح، عبر التركيز على التعليم والمشاركة والخبرة.

وأوضحت أن المشروع مبني على استراتيجية إعادة تصور التسوق التقليدي الذي يشجع الأفراد على الخروج من منازلهم والمشاركة في هذا النشاط الأساسي، عبر إنشاء مبنى يمزج بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويحكي كل ركن فيه قصة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.