برزت المرأة السعودية بمشاركة فاعلة في موسم حج هذا العام امتداداً لحضورها اللافت والمميز في السنوات الماضية، وفعاليتها المعلومة في مثل هذه المناسبات والإفادة من الأدوار والمهمات التي تسند لها، وتولى العنصر النسائي مهمات عدة طوال فترة وجود الحجاج في المشاعر المقدسة. ولعبت السعوديات دوراً كبيراً أمام وخلف الكواليس في القيام بواجباتهن من أجل تسهيل رحلة الحجاج وتمكينهم من أداء الفريضة بيسر وسهولة، إذ منحت القرارات التاريخية المرأة السعودية مزيداً من الحقوق وقبلها في عام 2005 شكلت النساء 21% من إجمالي العاملين في الخدمات الصحية في الحج، غير أن السنوات الماضية شهدت توسعاً في دائرة المهمات المناطة بهن، وباتت المرأة السعودية تلعب دوراً أكبر؛ بعض المهمات مكتبية والأخرى ميدانية، وجميعها مهمات مهمة وأساسية لا غنى عنها في المخطط الأشمل للحج. وأعدت الإدارة العامة النسائية في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في السنوات الماضية برامج وخططاً تنظيمية، وأقامت دورات تدريبية متعددة لتطوير أداء الموظفات الرسميات، وتأهيل المتقدمات إلى العمل في المواسم على كيفية التعامل مع الزائرات وإدارة الحشود، وشرح الأنظمة والتعليمات، وكذلك إقامة دورات لتعليمهن مختلف اللغات لتسهيل التواصل مع الجنسيات كافة؛ سعياً لمساعدة الزائرات في تأدية نسكهن بالسكينة والهدوء والطمأنينة.
نون القوّة
العسكريات السعوديات كنَّ على الوعد والعهد، ففي موسم الحج أثبتن قوتهن وجدارتهن وجسارتهن، وأكدن على كفاءة المرأة السعودية في تولي المهمات الموكلة إليها كافة، وكسبن الرهان في مواجهة التحديات والصعاب، لتثبت المرأة السعودية أنها على قدر المسؤولية والثقة التي منحتها إياها القيادة؛ تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 في تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً.
مطوفات
تعمل السعوديات مطوفات في الحج، وتنشر اللجان المنظمة طواقمها التي تضم كوادر نسائية، وتلعب المطوفة دوراً توعوياً وتثقيفياً مهماً، فهناك بعض التساؤلات الخاصة التي تعجز النساء عن طرحها أمام الرجال تتعلق بأركان الحج وواجباته، فتتولى المطوفة الإجابة عليها وتوعية السيدات بها. ويتجاوز دور المطوفة، خصوصاً مع المريضات، ما سبق، فهي تتحول إلى ممرضة وداعمة نفسية؛ لكونها ترعى المرأة المريضة وتشجعها على أداء المناسك على أفضل وجه ممكن.
الكادر الطبي
وجود المرأة ضمن الكادر الطبي ضروري، حيث يعملن طبيبات وممرضات وإداريات، وفي مختلف تقديم الخدمات الصحية للحجاج، وجاءت المشاركة النسائية في الكوادر الطبية لتلبية الاحتياجات الصحية للنساء اللاتي يشكلن ثلث الحجاج أحياناً، وهذا يعني أن وجود المرأة ضروري لتقديم الخدمات الصحية لهذه النسبة العالية من الحاجات، ومراعاة التوجيهات الدينية، ويتنوع عملهن بين طبيبات ومشرفات فنيات في المراكز الصحية ومتابعة الحالات الحرجة.
استقبال الحجاج
يعد الدور النسائي عنصراً مهماً في تسهيل إجراءات الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة خلال موسم الحج، وذلك من خلال موظفات أو مستقبلات سعوديات، في فترة لا تستغرق دقائق.
متطوعاتتواصل المرأة السعودية جهودها في خدمة ضيوف الرحمن من خلال العمل التطوعي خلال موسم الحج، وذلك من خلال استقبال ضيوف الرحمن؛ سواء من المنافذ البرية أو الجوية، وذلك لتسهيل دخولهم بشكل سريع ورسم البهجة على مُحيا ضيوف الرحمن، كذلك خدمة مساعدة حجاج بيت الله الحرام داخل المسجد الحرام وخارجه والطرقات المؤدية إليه وفي كافة أماكن تواجدهم، ويتم تقديم كافة الخدمات التطوعية في مختلف المجالات، وتعد مساعدة المرضى من أهم الأعمال التطوعية التي يحرص المتطوعون على تقديمها، وذلك على مدار 24 ساعة في المشاعر المقدسة والحرم المكي الشريف، وذلك للدور الإنساني التطوعي الذي يعمل لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم العون والمساعدة والمساهمة مع الجهات الأخرى ذات العلاقة لتقديم كافة الخدمات الاجتماعية والتثقيفية والتفاعلية.
«مترجمات»..
تواصل المرأة السعودية عملها بكل اقتدار في موسم الحج متسلحة بالتأهيل العلمي والمعرفي من خلال كوادر مؤهلة ناطقة باللغات الحية لتهيئة فريق عمل قادر على خدمة ضيوف الرحمن القادمين من عدة بلدان وفق الخطط المعدة لذلك، والتي تعتبر جزءًا يسيرًا من الخدمات الجليلة التي دأبت على تقديمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لزوار وقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومترجمات بلغات مختلفة منها اللغة الإنجليزية، الفارسية، التركية، الإندونيسية، الفرنسية، الأوردية، الصينية والهندية.
