أتاحت وساطة أمس السبت التوصل إلى اتفاق لإنهاء المواجهات التي اندلعت السبت والجمعة بين كتيبتين متنافستين في الضاحية الشرقية من العاصمة الليبية، وتسببت في مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين.

واندلعت اشتباكات ظهر الجمعة في ضاحية تاجوراء التي تبعد حوالي 20 كيلومترا شرق طرابلس، بين كتيبة “رحبة الدروع” من جهة وكتيبة “الشهيدة صبرية” من جهة أخرى، قبل أن تتدخل صباح اليوم قوة العمليات المشتركة التابعة للمنطقة العسكرية الوسطى (مصراتة) وتسيطر على مقار تتبع “رحبة الدروع”.

وقال مصدر في داخلية حكومة الوحدة الوطنية التي مقرها طرابلس إن “الاشتباكات المسلحة التي شهدتها تاجوراء والمناطق المحاذية لها منذ الجمعة حتى ظهر اليوم السبت، توقفت بموجب وساطة رعتها أطراف عسكرية أخرى”.

وأوضح أن قوة عسكرية تابعة لرئاسة الأركان ووزارة الدفاع تدخلت لإنهاء الاشتباكات، وقد قبل طرفا النزاع وساطتها.

وينص الاتفاق على انسحاب عناصر كتيبتي “رحبة الدروع” و”الشهيدة صبرية” إلى ثكناتهما، مع السماح لقوة محايدة بالتمركز بين الطرفين.

تعليق الدراسة

وعلى وقع الاشتباكات، أعلنت جامعة طرابلس إيقاف الدراسة وتعليق الامتحانات والعمل الإداري في جميع كلياتها وإداراتها حتى إشعار آخر.

وقال جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس (حكومي) -عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”- إن حصيلة ضحايا هذه الاشتباكات التي تعاملت عناصره معها بلغت 9 قتلى و16 مصابا، دون أن يوضح ما إذا كان هؤلاء الضحايا من المدنيين أم المسلحين.

وأورد جهاز الإسعاف السبت أنه اضطر الى إجلاء 72 عائلة من مناطق المعارك.

ولم تصدر حكومة طرابلس أي توضيحات حول الاشتباكات، علما بأن الكتيبتين تابعتان لها.

وتزامنت هذا الاشتباكات مع تحركات عسكرية شهدها الجنوب الغربي للبلاد، قامت بها القوات الموالية للعقيد المتقاعد خليفة حفتر، مقابل “رفع الاستعداد والطوارئ” من طرف القوات الموالية لحكومة طرابلس ردا على أي محاولة قد تستهدف قواتها جنوب غرب البلاد.

وقد سارعت الأمم المتحدة وسفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا الى “التنديد بالتصعيد العسكري” والدعوة إلى “أقصى درجات ضبط النفس”.

وتعاني ليبيا بين الحين والآخر من مشاكل أمنية في ظل انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، إذ تتصارع حكومتان على السلطة: الأولى حكومة الوحدة المعترف بها أمميا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل، والثانية حكومة أسامة حماد التي كلفها مجلس النواب ومقرها مدينة بنغازي وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا بالجنوب.

وعلى مدار سنوات، تعثرت جهود ترعاها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تقود إلى نقل السلطة إلى حكومة واحدة وإنهاء نزاع مسلح يعاني منه منذ سنوات بلدهم الغني بالنفط.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.