ودّعت الكويت أمس الاثنين عميد أسرة آل الصباح الكرام المغفور له الشيخ سالم العلي السالم الصباح رئيس الحرس الوطني الذي انتقل إلى جوار ربه الكريم عن عمر ناهز 98 عاما أمضاها في خدمة بلاده وتعزيز أمنها ووحدتها وتلاحم أبنائها.
ونعى الديوان الأميري المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سالم العلي، الذي ووري جثمانه الثرى أمس الإثنين، ويقبل العزاء اليوم وغدا الأربعاء بعد صلاة العصر فقط. الرجال: قرطبة – قطعة ١ – شارع ١ – منزل ٥، عزاء النساء: قرطبة – قطعة ١ – شارع ١- منزل 21.
وولد الراحل عام 1926 في فريج الشيوخ، وبعد أن تلقى التعليم التقليدي التحق بالمدرسة المباركية، ثم التحق بسلك الخدمة العامة في أوائل الخمسينيات وترأس خلال تلك الفترة الكثير من المشاريع التي تمحورت حول بناء الكويت وإدخال أساليب الحياة العصرية والمدنية إليها.
وفي منتصف الخمسينيات تولى الفقيد منصب نائب الرئيس للشيخ فهد السالم الذي كان يشغل منصب رئيس دائرتي البلدية والأشغال. وفي مطلع الستينيات تولى الراحل منصب رئيس المجلس البلدي، وبعد استقلال الكويت في عام 1961 ساهم المغفور له في عضوية المجلس التأسيسي الذي أنيط به إعداد الدستور وتولى حينها منصب وزير الأشغال في أول حكومة يتم تشكيلها في البلاد بعد الاستقلال.
وتقلد الراحل في العام 1967 منصب رئيس الحرس الوطني حيث عمل على تأسيسه ككيان وطني حيوي مسؤول عن تعزيز الأمن والأمان في البلاد وترسيخ الاستقرار في ربوعها وتطوير كوادره ومرافقه. وحرص – رحمه الله – خلال ترؤسه للحرس الوطني على تعزيز مهامه في مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ضد كل من يعتدي على ترابه الطاهر أو يحاول اختراق حدوده ومعاونة قوات الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الجبهة الداخلية ضد كل الأخطار التي تتهددها وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية في البلاد والاستعداد الدائم لتلبية أي مهمة أخرى يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى.
وتقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها الفقيد في سبيل نهضة البلاد وتطورها وتعزيز مكانتها، فقد أصدر سمو الأمير الراحل
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، في الأول من ديسمبر عام 2004 أمرا أميريا بمنحه لقب سمو.
وإضافة إلى المهام الرسمية كانت للفقيد مساهمات مجتمعية عديدة وعدد من الأعمال الخيرية والمشروعات التي أقامها على نفقته الخاصة سواء داخل الكويت أو خارجها، ومنها تبرعه في العام 2007 بـ 100 مليون دينار للكويتيين المحتاجين وذوي الشهداء، و10 ملايين دينار لأسر شهداء المعارك والحروب.
وحرصا من سموه على دعم الثقافة والمعرفة، فقد أطلق في عام 2000 جائزة «مسابقة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية» التي تعد من الأنشطة المميزة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهدف إلى نشر الوعي الإلكتروني وتشجيع الطاقات والمواهب المتخصصة في مجال تقنية المعلومات.
و«الأنباء» التي آلمها المصاب الجلل لتقدم العزاء إلى أسرة آل الصباح الكرام، وتدعو الله أن يلهم أهل الفقيد الصبر والسلوان وحسن العزاء، وترجو الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته.