يتزايد توجه الشركات الآسيوية نحو دبي كمركز أعمال عالمي مهم، ويعزى هذا التحول إلى البيئة التجارية المواتية التي توفرها الإمارة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة، مما يجعلها وجهة جاذبة لرجال الأعمال الباحثين عن الاستقرار والنمو، بحسب موقع «ذا نيوز انترناشونال» الباكستاني.

وأشار موقع «ذا نيوز انترناشونال» إلى الأرقام الجديدة الصادرة عن غرفة تجارة دبي، والتي أظهرت تغييرات ملحوظة في اتجاهات تسجيل الشركات، ففي النصف الأول من عام 2024، سجلت 7.860 شركة هندية لدى غرفة دبي، بزيادة نسبتها 1.5 % عن العام السابق؛ كذلك انضمت إلى الغرفة 3968 شركة باكستانية جديدة، وفي 2023 خلال الفترة نفسها، سجلت 4.018 شركة باكستانية.

بينما تشكلت 7.740 شركة هندية جديدة في دبي.وقال الموقع إن غرفة تجارة دبي تنشر البيانات المتعلقة باتجاهات تسجيل الشركات كل ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في تسجيلات الشركات الباكستانية، لا يزال البلد مساهماً رئيسياً في المشهد التجاري المتنوع في دبي.ويشير المحللون الاقتصاديون في الشرق الأوسط إلى أن الضغوط المالية في جنوب آسيا، تدفع أصحاب الأعمال إلى الانتقال بحثاً عن فرص أفضل.

وجهة جذابة

ويذكر آصف زمان، الخبير في التدقيق المالي العالمي، أن تحويل العملة الأجنبية من بعض البلدان الآسيوية يمثل تحدياً كبيراً بسبب اللوائح الحكومية الصارمة؛ مما يجعل التعامل مع السوق العالمية معقداً وطويلاً.وعلى النقيض من ذلك، توفر دبي معاملات سلسة مع الأسواق العالمية، مما يجعلها وجهة جذابة بشكل متزايد للشركات من كل البلدان.

ويشير دانيش كازي، الخبير الاقتصادي في الشرق الأوسط، إلى أن السياسات المالية الصارمة التي يفرضها البنك الاحتياطي الهندي جعلت ممارسة الأعمال في الهند أكثر صعوبة، حيث يرى أن هذا يدفع رواد الأعمال الهنود إلى دبي، حيث بيئة الأعمال أكثر سهولة وتوفر مزايا استراتيجية.

ويلاحظ الاقتصاديون عدة أسباب تدفع الشركات الهندية إلى التوافد على دبي، بما في ذلك القواعد الصارمة في الهند بشأن تحويل حسابات العملة الأجنبية، والضرائب الأقل بكثير في دبي، كما أن الفرص في قطاعي المجوهرات والعملات المشفرة أوسع وأكثر سهولة في دبي، مما يجذب العديد من المستثمرين الهنود.

وتحتل دبي المرتبة الـ16 عالمياً في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال، بينما تحتل الهند المرتبة الـ63، بالإضافة إلى ذلك، يشتري المواطنون الهنود العقارات في دبي بشكل متزايد، غالباً من خلال الشركات، لتجنب التعقيدات القانونية في الهند.ويضيف الخبير المالي آصف زمان أن اتفاقية التجارة الحرة الأخيرة بين الهند والإمارات شجعت الشركات الهندية على إنشاء عمليات في دبي، مما يبسط عملية التجارة بين البلدين.

وأظهرت بيانات غرفة تجارة دبي نمواً قوياً في تسجيل الشركات خلال النصف الأول من عام 2024، حيث تصدرت الشركات الهندية القائمة بـ7.860 شركة جديدة، تلتها الشركات الباكستانية بـ3.968 شركة جديدة، رغم انخفاضها بنسبة 1.2 % مقارنة بالنصف الأول من عام 2023 الذي شهد تسجيل 4.018 شركة.

تنوع الاهتمامات

وأكد فيصل نياز تيرمزي، سفير باكستان لدى الإمارات، أهمية التسجيل المتزايد للشركات الباكستانية لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، معرباً عن أمله في أن يسهم وجود المزيد من الشركات الباكستانية في دبي في تعزيز العلاقات الثنائية وجذب مليارات الدولارات من العملة الصعبة إلى باكستان.

ويهدف زيادة أنشطة الأعمال التجارية الباكستانية وتجارة باكستان مع الإمارات، حيث علق علي ذيب خان القنصل التجاري في القنصلية الباكستانية، على ارتفاع تسجيل الشركات الباكستانية لدى غرفة دبي، مؤكداً أن الشركات الباكستانية العاملة في دبي ستقوم بتحويل العملة الأجنبية إلى باكستان، مما قد يسهم بمليارات الدولارات الإضافية للاقتصاد الباكستاني.

وأبرز شبير ميرشانت، رئيس الأعمال المبتكرة في مجلس الأعمال الباكستاني، سهولة ممارسة الأعمال في دبي مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، مشيراً إلى أن دبي توفر فرصاً تجارية كبيرة بفضل كفاءة الإجراءات، حيث يمكن إنشاء تراخيص الشركات والحسابات المصرفية بسرعة، غالباً في غضون ساعات قليلة، بفضل نظام النافذة الواحدة الميسر في دبي.وقال شبير ميرشانت: «إن النمو في قطاع البناء والعقارات على وجه الخصوص جدير بالذكر، حيث يظهر أن رواد الأعمال الباكستانيين يرون في دبي مركزاً للنمو والاستثمار».

 

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.