يمثل إحياء ذكرى إلغاء هولندا للعبودية وخطاب الملك فيليم الكسندر في هذا اليوم السبت، بداية عام من الأحداث لتخليد الذكرى 150 للأول من تموز/يوليو 1873.

في الذكرى الخمسين بعد المائة لإلغاء العبودية، قدّم ملك هولندا فيليم ألكسندر السبت اعتذاره رسميا عن ممارسة بلاده العبودية خلال الحقبة الاستعمارية، وذلك في الذكرى السنوية الـ150 لتحرير العبيد في المستعمرات السابقة.

وقال العاهل الهولندي: “أقف اليوم أمامكم كملككم وكجزء من حكومتكم. اليوم أنا أعتذر شخصيا”، على وقع تصفيق من الحاضرين الذين كان من بينهم آلاف المتحدرين من عبيد في سورينام وجزر أروبا.

وألقى الملك خطابه في أعقاب تقديم رئيس الوزراء مارك روتيه اعتذار بلاده العام الماضي، لدورها في تجارة العبيد والعبودية. ولم يتضح حينها ما اذا كان فيليم ألكسندر يعتزم الاعتذار نيابة عن الأسرة الملكية، عن ممارسات يقول الباحثون إنها منحتها ثراء فاحشا.

وقال الملك: “تجارة الرقيق والعبودية هما جريمة ضد الإنسانية. الملوك وحكام عائلة أورانج-ناسوا لم يقدموا على أي خطوة ضد ذلك…أنا أطلب المغفرة عن عدم التحرك في يوم نحيي (ذكرى) العبودية في هولندا”.

وناشد كثيرون الملك الاعتذار نظرا للرمزية التي يعنيها صدور ذلك عنه. وقالت ليندا نويتمير، رئيسة المعهد الوطني لتاريخ وإرث العبودية الهولندية، إن خطوة كهذه “مهمة، خصوصا لأن المجتمع الهولندي المتحدر من أصول إفريقية يعتبرها مهمة”، وأضافت لقناة “أن أو أس” أن الخطوة ضرورية “لمعالجة تاريخ العبودية”.

ومنذ أعوام، تشهد هولندا نقاشا معقدا بشأن ماضيها الاستعماري وتجارة الرقيق التي جعلت منها إحدى أغنى دول العالم. ووجد أفراد الأسرة المالكة أنفسهم دائما في صلب هذا الجدل.

وأظهرت دراسة نشرت في هولندا في حزيران/يونيو، أن الأسرة المالكة جمعت من المستعمرات بين عامي 1675 و1770، ثروات تصل الى 545 مليون يورو وفق حسابات الزمن الحالي.

وكان فيليم ألكسندر أعلن العام الماضي التخلي عن العربة الملكية الذهبية، التي كان ينتقل على متنها خلال المناسبات الرسمية، نظرا لأنها كانت تحمل رسوما تجسّد العنصرية.

واعتبر روته لدى تقديمه الاعتذار الحكومي في كانون الأول/ديسمبر، أن العبودية “جريمة ضد الإنسانية”، وأرسل بعض وزرائه الى المستعمرات السابقة. واعتبر العاهل الهولندي في حينه أن اعتذار رئيس الوزراء “بداية مسار طويل”.

ويأتي الاعتذار كجزء من محاسبة أوسع من تاريخ الغرب الاستعماري، حفزتها حركة “حياة السود مهمة” (بلاك لايفز ماترBlack Lives Matter) خلال السنوات الأخيرة.

وكانت العبودية ألغيت في سورينام والمستعمرات الهولندية وفي بحر الكرايبي في الأول من تموز/يوليو 1863، ولكن معظم العمال من العبيد أجبروا على مواصلة العمل في المزارع طيلة عشر سنوات إضافية،  في ما تمّ اعتباره مرحلة “انتقالية”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.