توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد خسائر فصلية هي الرابعة على التوالي، بسبب توقعات تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي ‏وتراجع الطلب على الوقود.
وأوضح محللون في تصريحات لـ”الاقتصادية”، أن وزارة الطاقة الأمريكية تعتزم المضي قدما في خطة لإعادة شراء النفط الخام لتجديد مخزون الطوارئ، حيث يتضمن نهجها طويل الأجل إعادة تعبئة احتياطي البترول الاستراتيجي من خلال عمليات إعادة الشراء المباشرة مع عائدات مبيعات الطوارئ.
ولفتوا إلى أن السوق تترقب تأثير التخفيضات الإضافية الطوعية لأعضاء “أوبك”، مما يوازن بين العرض والطلب ويزيد فرص نمو الأسعار على الرغم من مخاوف الركود والتباطؤ الاقتصادي العالمية.
وذكروا أن معنويات السوق تحسنت وآفاق تعافي الطلب تنامت مع رفض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رسميا خفض إنتاج النفط والغاز على الأراضي والمياه الفيدرالية وذلك في أحدث مؤشر على الاستمرار في الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة إن أسعار النفط الخام من المرجح أن تتلقى دعما من توقعات ضيق المعروض النفطي في النصف الثاني من العام – بحسب تقارير وكالة الطاقة الدولية وبنوك استثمارية -، التي ترى أن الطلب قد ينتعش بقوة في موسم القيادة الصيفي وفي ضوء مؤشرات عن رواج حركة السفر الجوي خاصة في الصين. وذكر أن الأسعار لن تغيب عنها التقلبات بسبب استمرار مخاوف الركود وتوقعات قيام البنوك المركزية بالاستمرار في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، مما يقاوم الجهود الخاصة بتقييد المعروض من جانب تحالف “أوبك+” وأيضا رغبة المنتجين الأمريكيين في الحفاظ على الانضباط الشديد في الاستثمار في زيادة الإنتاج والإمدادات النفطية.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، أن أجواء إيجابية تحيط بسيمنار أوبك الدولي الذي يبدأ اعماله بعد غد ويناقش تحديات صناعة النفط الخام في ظل المساعي الهادفة لتعزيز الابتكار ورفع الكفاءة في الصناعة.
وتوقع أن يثمر السيمنار عن تفاهمات جديدة بين كل أطراف الصناعة، خاصة شركات الطاقة العملاقة بشأن آليات ازدهار الصناعة والاستثمارات الجديدة وتحقيق التوازن بين العرض والطلب بشكل يحمي مصالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي بشكل عام.
أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة فيرى أن الإدارة الأمريكية لم تخف انحيازها للطاقة الجديدة، لكنها أعادت الحسابات بعد وقوع أزمة الطاقة العالمية عقب اندلاع الحرب على أوكرانيا.
ولفت إلى أن واشنطن عمدت إلى تطوير مشاريع النفط وصادرات الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا، إضافة إلى دعمها لصفقة سقف الديون والموافقة على تسريع بناء بعض خطوط أنابيب الغاز.
وتتفق أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية مع أن أكبر اللاعبين في قطاع الطاقة يرون أن الانتقال إلى مستقبل أخضر سيتطلب مزيدا من الغاز الطبيعي، مشيرة إلى تأكيد مراكز أبحاث أمريكية أن الطلب على النفط والغاز سيظل معنا لعقود مقبلة.
وذكرت أن أغلب شركات الطاقة الكبرى ومنها شل، بي إل سي، وشيفرون كورب تخطط مع كبار المنتجين في العالم لتسريع الاستثمارات في النفط والغاز الطبيعي، موضحة أن الصين تواصل توقيع صفقات لشراء الغاز الطبيعي المسال بعد 2050 مع عدم تأخر المستوردين الأوروبيين، كما تمضي الولايات المتحدة قدما في مشاريع جديدة تجعلها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم في المستقبل المنظور.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أغلقت أسعار النفط على ارتفاع الجمعة، لكنها سجلت رابع خسارة فصلية ‏على التوالي، إذ يخشى المستثمرون من أن يؤدي تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي ‏إلى تراجع الطلب على الوقود.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم آب (أغسطس) التي انتهت الجمعة ‏‏56 سنتا، أو 0.8 في المائة، إلى 74.90 دولار عند التسوية. وفي الأشهر الثلاثة المنتهية ‏في نهاية حزيران (يونيو)، انتهى العقد منخفضا 6 في المائة.‏ وصعد كذلك خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 78 سنتا أو 1.1 في المائة إلى 70.64 ‏دولار للبرميل عند التسوية. وسجل ثاني تراجع ربع سنوي على التوالي، بانخفاض ‏‏6.5 في المائة تقريبا في الأشهر الثلاثة الأخيرة.‏ وتأثرت الأسواق في الأشهر القليلة الماضية بضغوط التضخم وارتفاع أسعار الفائدة ‏في الاقتصادات الرئيسة وانتعاش أبطأ من المتوقع في التصنيع والاستهلاك ‏الصيني، وبالنسبة لتعاملات الجمعة عزز تقرير وزارة التجارة الأمريكية الذي أظهر ارتفاع ‏التضخم السنوي الشهر الماضي بأبطأ وتيرة في عامين أسعار الخام.‏ وفيما جاء الدعم أيضا من الانخفاض الحاد في مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع ‏الماضي، تتلقى الأسعار مزيدا من الدعم من خطط السعودية لخفض الإنتاج نحو مليون ‏برميل إضافي يوميا في تموز (يوليو)، إضافة إلى اتفاق “أوبك +” الأوسع نطاقا للحد ‏من الإمدادات حتى 2024.‏ من جانب آخر.. انخفض إجمالي عدد الحفارات في الولايات المتحدة إلى 674 هذا الأسبوع وهو أقل بمقدار 76 منصة عن هذا الوقت من العام الماضي وأقل بـ401 منصة عن العدد في بداية 2019، قبل الوباء.
ولفت التقرير الأسبوعي لشركة “بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى انخفاض عدد حفارات النفط بواحدة هذا الأسبوع إلى 545 وانخفض عدد منصات الغاز ستة إلى 124، وهو أقل عدد من حفارات الغاز النشطة منذ شباط (فبراير) 2022، مشيرا إلى بقاء مستويات إنتاج النفط الخام ثابتة عند 12.2 مليون برميل في اليوم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.