أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى الكويت أسامة شلتوت أن انعقاد اللجنة العليا المشتركة الكويتية- المصرية يأتي ترجمة لتوجيهات قيادتي البلدين ويسهم في تعزيز أوجه التعاون المشترك في المجالات كافة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به السفير شلتوت لـ «كونا» خلال مشاركته في الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا المشتركة الكويتية- المصرية برئاسة مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير أحمد البكر ونظيره المصري السفير محمد البدري.
وأكد شلتوت انعقاد جميع اللجان المشتركة وتفعيلها على جميع المستويات، مشيرا إلى انعقاد اللجنة القنصلية والتعليمية والعمالية لكلا البلدين بالإضافة إلى اجتماع كبار المسؤولين الذي يضم عددا كبيرا من ممثلي الهيئات والوزارات من الدولتين لبحث كافة أوجه التعاون الثنائي.
وتابع أنه سيتم في ختام الاجتماعات توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين تعزز مسارات العلاقات في كافة المجالات، مشيرا إلى أن الاتفاقيات التي تربط البلدين تبلغ 105 اتفاقيات تعاقدية وهناك عديد من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال اللجنة العليا المشتركة في الجلسة الوزارية الخميس المقبل.
وحول العلاقات الثنائية بين البلدين، أوضح السفير أنها علاقات استراتيجية تاريخية على كافة الصعد، مشيدا بالتنسيق المستمر بين قيادتي البلدين على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف ان تلك العلاقة توجت بـ «زيارة دولة» قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى مصر، حيث تم تقليده من أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بأعلى وسام مصري وهو «قلادة النيل» بما يجسد العلاقات المتجذرة والتاريخية وعلاقة الحب والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين.
وأشار الى زيارات الرئيس السيسي إلى الكويت التي مهدت لكثير من تفعيل أطر التعاون الثنائي والتنسيق في المجالات الإقليمية والدولية خصوصا في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة العربية.
وحول العلاقات الاستثمارية، أوضح شلتوت أن الكويت تأتي في المرتبة الرابعة في الاستثمارات داخل مصر، إذ تبلغ استثماراتها 20 مليار دولار، متمنيا زيادتها في ظل المناخ الاستثماري المصري الذي يوفر كافة الحوافز والضمانات للمستثمرين.
ولفت إلى أن بلاده استقبلت العام الماضي وفدا اقتصاديا كويتيا من رجال الأعمال التقى الرئيس السيسي ورئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي بشأن تكثيف آفاق التعاون الاقتصادي بين مصر والكويت لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين.
وقال إنه تم خلال اللقاء استعراض خطط رجال الأعمال الكويتيين للاستثمار في مصر أو للتوسع في مشروعاتهم القائمة في العديد من المجالات، موضحا أنه تم خلال هذه الزيارة كذلك الاتفاق على العديد من المشروعات الاستراتيجية، حيث إن هناك مشروعات تم التوافق عليها ستأتي بمزيد من مجالات الاستثمار.
وعن التعاون المصري- الكويتي، أوضح السفير أن مصر شهدت نهضة غير مسبوقة في كافة مناحي التنمية تعكس دور الشركات المصرية، مشيرا إلى أن الجانبين ناقشا العديد من الفرص الاستثمارية لدخول هذه الشركات السوق الكويتي سواء بالمشاركة في المشروعات أو الدخول في مناقصات دولية في مجالات البنية التحتية.
وتزامنا مع أعمال اللجنة التي انطلقت اجتماعاتها التحضيرية في القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي في تصريح لـ «كونا» أهمية انعقاد اللجنة العليا الكويتية- المصرية المشتركة وسط الأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة العربية.
وقال العرابي إن انعقاد اللجنة يأتي كإحدى النتائج المهمة للزيارة التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى العاصمة المصرية (القاهرة) بعد توليه مسند الإمارة.
وأضاف أن انعقاد اللجنة يأتي وسط أوضاع تحتاج فيها المنطقة إلى التشاور والتنسيق الدائمين، خاصة أنها تأتي قبيل انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستشهد مناقشات قرارات حاسمة لوضع حد للتوتر السائد في الإقليم.
من جانبه، قال وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائب طارق الخولي في تصريح مماثل إن انعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين يأتي وسط «ظروف بالغة الحساسية والأهمية»، مبينا أهمية تبادل الرؤى المختلفة والتنسيق المشترك على المستويات العليا.
وأضاف الخولي أن التحديات التي تواجهها المنطقة العربية تتطلب المزيد من تضافر الجهود المشتركة والتنسيق الدائم بين الدول العربية، مشيرا إلى التقارب الدائم في وجهات النظر بين مصر والكويت حول مختلف التحديات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
