وجهت الولايات المتحدة الأمريكية خطابًا شديد اللهجة إلى إسرائيل “تحذرها” فيه من إمكانية تقييد المساعدات العسكرية ما لم تقم الدولة العبرية بحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

اعلان

وأشار البيت الأبيض إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أوصلا هذا “التهديد” إلى وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

وقد منحت الولايات المتحدة حليفتها مهلة أقصاها 30 يومًا لتفادي “العواقب” المترتبة في حال امتنعت تل أبيب عن معالجة الأزمة الإنسانية.

وليست هذه الرسالة الأولى التي تطالب بالتوقف عن تجويع أهالي غزة، فقد سبق أن أرسلت واشنطن ذات الرسالة في أبريل/نيسان الماضي، لكن الأوضاع الإنسانية “تدهورت كثيرًا منذ تلك الفترة” بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات جون كيربي إن الرسالة “تأتي في أعقاب انخفاض ملحوظ في المساعدات الإنسانية مما يثير القلق ويدعو إلى تدخل حاسم.”

كيف يكون “التقييد” الأمريكي على المساعدات العسكرية الإسرائيلية؟

يشير ميلر إلى أن تقييد المساعدات العسكرية في الولايات المتحدة أصبح مرتبطًا بسياسة جديدة وضعت في شباط/فبراير بموجب مذكرة الأمن القومي رقم 20، والتي تجعل المساعدة العسكرية مشروطة بالامتثال للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

ولا تستطيع الولايات المتحدة بموجب هذه القوانين أن تمنع المساعدات العسكرية عن إسرائيل، إلا إذا وجدت شهادات تشير إلى تعسف في عدم إيصال المساعدات الإنسانية من قبل الدولة العبرية. وبحسب مسؤولين أمريكيين، تحسنت الأوضاع عند إرسال المذكرة الأولى في أبريل/نيسان، لكن “يجب أن تكون المساعدات مستدامة.”

كما يجدر بالذكر أن أي تقييد في الإمدادات العسكرية بموجب المذكرة رقم 20 لا يشمل الأنظمة الدفاعية، مثل النظام المضاد للصواريخ الباليستية المعروف باسم نظام الدفاع الجوي الصاروخي عالي الارتفاع “ثاد”، إلا أن للرئيس الأمريكي كامل الشرعية في إلغاء المذكرة.

بايدن بعد إرساله “ثاد” إلى إسرائيل: نحن في موقف دفاعي مبرر

ورغم “شدة الخطاب” الأمريكي الذي يلوح بوقف المساعدات عن إسرائيل، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن رسالة إلى الكونغرس يبرر فيها قراره بشأن إرسال منظومة الدفاع الصاروخي الباليستي “ثاد” إلى الدولة العبرية. حيث قال إن قراره يأتي في وقت يعتبر فيه “الموقف الدفاعي مبررًا”، مشيرًا إلى أن الإجراء يأتي في سياق “حماية الأمريكيين ومصالحهم في الخارج، فضلًا عن دعم الأمن القومي والسياسة الخارجية”.

كما أعلن الرئيس الأمريكي أنه قرر إجراء تعديلات على التموضع العسكري الأمريكي في العالم، وذلك من أجل “تعزيز حماية القوات وتوفير دعم أكبر للدفاع عن إسرائيل”. وتشمل التعديلات توسيع مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن”، بالإضافة إلى نشر المزيد من المدمرات وأسراب المقاتلات المجهزة بطائرات متطورة مثل F-35C Lightning II.

علاوة على ذلك، نشرت الولايات المتحدة غواصة الصواريخ الموجهة “يو إس إس جورجيا”، ووحدة الاستطلاع البحرية، وأسرابًا من المقاتلات الهجومية، بما في ذلك الجيلين الرابع والخامس، مثل مقاتلات إف-22 وإف-15إي وإف-16، بالإضافة إلى طائرات هجومية من طراز إيه-10، وقوات أخرى، وفقًا للرسالة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.