شن جيش الاحتلال غارات وقصفا مدفعيا استهدف أحياء سكنية في قطاع غزة وأسفر عن استشهاد وجرح مواطنين، في وقت طالب فيه مكتب الإعلام الحكومي بغزة المجتمع الدولي بفتح ممر آمن لإنقاذ المنظومة الصحية في محافظة شمال غزة، مع مواصلة الاحتلال حصار المنطقة منذ 12 يوما.

وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 17 شهيدا سقطوا في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ظهر اليوم الاربعاء أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 6 مجازر بحق العائلات في القطاع راح ضحيتها 65 شهيدا و140 جريحا.

وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42 ألفا و409 شهداء و99 ألفا و153 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصفها الجوي والمدفعي وعمليات نسف المباني في مخيم جباليا وجباليا البلد شمال قطاع غزة لليوم الـ12 على التوالي.

وأضاف المراسل أن جثامين الشهداء لا تزال ملقاة في الشوارع وتحت الأنقاض، وأن فرق الإنقاذ والإسعاف لا تستطيع الوصول إليها بسبب تعمد قوات الاحتلال تجريف وتدمير الشوارع، إلى جانب القناصة الذين نشرهم الاحتلال فوق أسطح المباني لاستهداف كل من يتحرك في المنطقة.

وأكد المراسل أن نحو 50 ألفا من سكان جباليا نزحوا إلى مدينة غزة لكنهم يجدون صعوبة في العثور على مأوى في المدارس المكتظة بآلاف النازحين، إضافة إلى استشراء المجاعة وشح المساعدات الإنسانية.

وأفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد 5 فلسطينيين وجرح وفقد عدد آخر إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمالي غزة.

كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، في قصف طائرة مسيرة إسرائيلية شارع أحمد ياسين شمال مدينة غزة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن جيش الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي المكثف المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة.

وقال المراسل إن المدفعية الإسرائيلية شنت قصفا عنيفا أيضا على بيت لاهيا شمال القطاع.

ممر آمن

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس، بفتح ممر آمن “بشكل فوري وحقيقي” لإنقاذ المنظومة الصحية شمال القطاع التي “تمر بوضع كارثي وغير مسبوق” بسبب عدوان جيش الاحتلال.

وجاء ذلك في بيان للمكتب، مع مواصلة جيش الاحتلال منذ 12 يوما حملة إبادة وتجويع بحق الفلسطينيين شمال القطاع وتكثيف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل ومنع دخول الأغذية والأدوية.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدء اجتياح شمال القطاع للمرة الثالثة منذ بداية عدوانه على غزة بذريعة منع حركة “حماس” من استعادة قوتها بالمنطقة، بينما يؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تسعى لاحتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وقال المكتب الحكومي إن جيش الاحتلال استهدف المنظومة الصحية بشمال قطاع غزة، حيث هدد قبل أيام بإسقاط المستشفيات الأربعة التي تعمل بالمحافظة، وأطلق النار على غرفة الإدارة بمستشفى كمال عدوان.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي طالب جميع الطواقم الطبية بمغادرة مستشفيات “كمال عدوان” و”الإندونيسي” و”العودة” و”اليمن السعيد”.

ولمواجهة ذلك، طالب المكتب المجتمع الدولي وكل المنظمات العالمية والأممية بفتح ممر آمن لإنقاذ المنظومة الصحية بمحافظة شمال غزة وضمان استمرار تقديم الخدمة الصحية وإمداد المستشفيات الأربعة بكل ما يلزم.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة أطلقت، الاثنين الماضي، مناشدة لضرورة إدخال أدوية ومستلزمات طبية وطعام إلى المرضى والطواقم الطبية المحاصرة بمستشفيات شمال القطاع.

ويشن جيش الاحتلال هجوما بريا وحصارا مطبقا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان تطبيقا لما أطلق عليه إعلاميا “خطة الجنرالات”.

تحذير أممي

من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن الوضع شمالي غزة “كارثي” حيث لا يعمل سوى 3 مستشفيات، في وقت تكثف إسرائيل من عملياتها العسكرية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس إن التصعيد في الشمال “يقوض بشدة قدرة الناس على الوصول إلى وسائل البقاء على قيد الحياة”.

وأضاف دوجاريك أن شركاء الصحة التابعين للأمم المتحدة أفادوا بأن المستشفيات الثلاثة “تعاني من نقص شديد في الوقود والدم ومستلزمات الإصابات والأدوية”.

وقال إنه مع استمرار العمليات العسكرية بالخارج، فإن حوالي 285 مريضا لا يزالون في مستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسي.

وأشار دوجاريك إلى أن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن مستشفى كمال عدوان “لا يزال مثقلا، حيث يستقبل بين 50 و70 مصابا جديدا كل يوم”.

وتشن إسرائيل بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة، على مرأى ومسمع من العالم كله، أسفرت عن أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وفق بيانات رسمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.