تدفع حركة حماس وحزب الله اللبناني ثمن تهور قيادتيهما وراء سراب «وحدة الساحات»، الذي يستحيل تحقيقه، ما دام خصوم تلك المجموعات الإيرانية أقوى منها من حيث التمويل، والعتاد، والتكنولوجيا. وبسبب إقدام يحيى السنوار على شن هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، وتدخُّل حسن نصرالله للربط بين ما يحدث في غزة والساحات التي تحركها إيران، انتهى الأمر بتدمير غزة، ونزوح اللبنانيين وتهجيرهم، ونسف معقل حزب الله في بيروت. ولا يعرف أحد كيف يمكن بدء عملية سلام حقيقية في المنطقة، خصوصاً في ظل التطرف الدموي من جانب إسرائيل، ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وحلفائه من أحزاب اليمين المتطرف، الذي بات مهدِّداً حقيقياً لأمن وسلامة دول المنطقة، فيما اكتفى الأمريكيون بـ «مسايرة» نتنياهو، وتزويده بالقنابل الثقيلة، التي حولت غزة وجنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية إلى حطام. ولا يعرف أحد بوجه قاطع هل ستسعى إسرائيل إلى التواصل مع خليفة السنوار؛ لإعادة استئناف مفاوضات وقف الحرب في غزة؟ وهل ستقبل وقفاً مماثلاً لإطلاق النار في لبنان؟ ومن المؤسف أنه لا يُتوقع أن يشهد الشرق الأوسط شيئاً غير استمرار القتل والتدمير، بعدما كادت الحياة السياسية أن تتوقف تماماً في الولايات المتحدة؛ بسبب الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر القادم. وكلما مالت الكفة لصالح إسرائيل زاد تنمُّرها، لتستهدف مزيداً من دول المنطقة بأعمالها العدائية الدامية. وهو عنف يجب أن يتوقف، وهي مسؤولية يتحملها المجتمع الدولي، لمنع انزلاق الشرق الأوسط إلى كرة من اللهب.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.