فتح إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق يوم الأحد صناديق الاقتراع أمام المواطنين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها، وسط أجواء من المنافسة الحادة، وعدم الاستقرار الاقتصادي والنزاعات غير المحلولة مع بغداد.

اعلان

أوضح غازي نجيب، الناخب من أربيل، أن “الناس يتطلعون إلى الحصول على الكهرباء، واستلام رواتبهم في مواعيدها، وكذلك العثور على فرص عمل؛ هذا كل ما يهدفون إليه”.

ويتنافس الحزبان الكرديان الرئيسيان في هذه الانتخابات، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

تاريخياً، كان لهما السيطرة على مناطق مختلفة، حيث يدير الحزب الديمقراطي مدينتي أربيل ودهوك، بينما يشرف الاتحاد الوطني على السليمانية، مما أدى إلى تكرار حالات الجمود السياسي في الإقليم.

وكانت قوات البيشمركة وموظفو وزارة الداخلية قد صوتوا بالفعل في انتخابات خاصة يوم الجمعة، مع تصويت العامة الذي انطلق يوم الأحد.

وفي انتخابات الجمعة، حقق الحزب الديمقراطي الكردستاني تقدما كبيرا، حيث حصل على 60% من الأصوات، في حين حصد الاتحاد الوطني الكردستاني حوالي 30%. كما شهدت “حركة الجيل الجديد”، وهي حزب معارض يزداد شعبيته تدريجيا، ارتفاعا في دعمها لتصل إلى 5.3 %، مقارنة بـ3% في انتخابات 2018.

وقالت جميلة محمد أمين، ناخبة من أربيل: “نأمل أن تتحد الأحزاب المختلفة لبناء كردستان آمنة ومزدهرة”. 

ورغم الثروة النفطية الكبيرة، تواجه المنطقة الكردية أزمات اقتصادية، مثل تأخر دفع الرواتب وتقلب أسعار النفط وتخفيض ميزانيتها من بغداد، مما أثار استياء الناخبين. 

ويعزو الكثيرون هذه الأزمات إلى سوء الإدارة والفساد المنتشر، مع مطالبات متزايدة، خاصة من الجيل الشاب، بإصلاحات جذرية.

ورغم هذه المطالب، يشعر العديد من الناخبين باليأس تجاه قدرة المعارضة على إحداث التغيير، نظرا للهيمنة الطويلة للحزبين الرئيسيين على المشهد السياسي.

كما تظل العلاقة المتوترة مع بغداد من القضايا المحورية في الانتخابات، خصوصا بعد استفتاء الاستقلال عام 2017، وسط خلافات حول توزيع عائدات النفط وتخصيص الميزانية.

وفي زيارة حديثة إلى أربيل، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: “نحن ملتزمون بضمان حقوق الشعب الكردي، ولكن ضمن إطار الدستور العراقي”. 

كما تؤثر المخاوف الأمنية على سير الانتخابات في بعض المناطق، حيث لا تزال خلايا تنظيم الدولة الإسلامية نشطة في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.