أكدت الكويت أنها تولي أهمية خاصة لاستخدام الإشعاع الذري الذي يصب في مصلحة الحياة البشرية تحقيقا لمفهوم «الذرة من أجل السلام والتنمية».

جاء ذلك في كلمة وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة التي ألقاها الملحق الديبلوماسي عبدالله العبيد أمام اللجنة الرابعة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار تحت بند (تأثير الإشعاع الذري).

وقال العبيد إن ارتفاع مستويات الإشعاعات وما تحمله في طياتها من آثار مدمرة يجعلنا اليوم أمام أمس الحاجة لإيجاد حلول جادة لضمان عدم التعمد باستخدام كل ما من شأنه أن يعرض البشر والبيئة على حد سواء للإشعاعات الذرية الضارة.

ونبه العبيد إلى أنه يجب استخدام تلك الإشعاعات فيما يصب في مصلحة الحياة البشرية، أخذا بعين الاعتبار العواقب المستقبلية للأضرار الناتجة من الإشعاعات الذرية والتي تمتد لعقود طويلة من الزمن.

وأعرب عن تثمين دولة الكويت للجهود القيمة للجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري التي تعمل باقتدار علمي وتتسم باستقلالية بالرأي منذ نشأتها.

وأكد الملحق الديبلوماسي ضرورة إدراج التطورات والنتائج الأخيرة الواردة في تقارير اللجنة المتعلقة بالإشعاع وتعميمها على جميع الدول الأعضاء.

وأشار العبيد إلى أن البلاد تحث الدول الأعضاء كافة على المساهمة في تسهيل مهام اللجنة العلمية عبر تزويدها بما يستجد من معلومات عن مستويات الإشعاع المؤين وآثاره مع دعوتها إلى تحليل تلك المعلومات وإيلائها الاهتمام اللازم للتوصل إلى أفضل النتائج المرجوة.

وفي السياق، لفت العبيد إلى توصل وفد من مركز الكويت لمكافحة السرطان مؤخرا لاتفاق مبدئي يتيح للبلاد الانضمام كمركز إقليمي لمبادرة (أشعة أمل) التي أطلقتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تهدف لتعزيز إمكانية الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط للحصول على علاج لأمراض السرطان.

وأضاف أن الكويت حرصت خلال العقود الماضية على دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر المساهمة في المراحل الثلاث لبرنامج تحديث مختبرات الوكالة في (سايبرسدورف) وفي صندوق مبادرة الاستخدامات السلمية وفي إنشاء مصرف الوقود النووي.

وأشار الملحق الديبلوماسي إلى أن دولة الكويت تفخر باستضافة ثلاثة مراكز خدمة وتعاون إقليمية للوكالة في مجالات الطب والبيئة البحرية بالإضافة إلى الوقاية من الإشعاع والتي اختيرت لمساعدتها في تنفيذ برامجها البحثية ودعم المشاريع الإقليمية الدولية.

وتابع أن البلاد أعادت تعيين مركز أبحاث العلوم البيئية والحياتية في معهد الكويت للأبحاث العلمية كمركز تعاون لدى الوكالة لرصد التلوث الإشعاعي في البحار للأعوام 2023-2024.

وحول التعاون في مجال الأمان النووي ذكر العبيد أن الكويت حرصت على تقديم تقاريرها الوطنية لاجتماعات الأطراف المتعاقدة في اتفاقية الأمان النووي وتؤكد دعمها والتزامها بقواعد مدونة السلوك لأمن المواد النووية والمشعة.

وأضاف أن الكويت أصبحت الدولة الـ151 التي تعلن دعمها لتلك المبادرة الدولية من منطلق إيمانها بأن المدونة توفر إطارا شاملا للممارسات السلمية في إدارة المواد المشعة وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

وختم الملحق الديبلوماسي الكلمة بالقول إن دولة الكويت تدعم المشاريع والبحوث العلمية كافة التي تجريها اللجان المختصة بآثار الإشعاع الذري والرامية إلى التقليل من أخطار الإشعاعات الذرية على العنصر البشري والبيئة.

وأعرب العبيد عن تطلع الكويت للعمل مع الدول الأعضاء في هذه اللجنة لتحقيق الأهداف المشتركة بالقضاء على جميع تأثيرات الإشعاع الذري.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.