رجل بلحية بيضاء، يظهر عليه الخوف، يمسك بأطراف لحيته قائد ميداني في قوات الدعم السريع -يُطلق عليه لقب “عمر شارون”- يأخذ الرجل المسن ذهابا وإيابا، وهو يكرر كلمات مهينة تظهر تشفيا من المدنيين، ويوثق ما يفعله بفيديو التقطه بزاوية “سلفي”، ويحيط به مسلحون آخرون يبدون مساندين لما يفعله.
الفيديو المنتشر للراجل الكبير، دا بابا
دا بابا.. و دا الحال الخليناهو عليهو..يشهد الله اسوأ ليلة مرت بيها عائلتنا
بابا، اخواني،و اهلنا كلهم في السريحة.و الڤيديو دا آذانا فوق ما تقدروا تتصوروا ف ارجوكم بطلوا تنشروا المقطع
و عند الله تجتمع الخصوم.
#السريحة#الجزيرة_تستباح pic.twitter.com/7y1gGDTO8X
— رانية الطيب💗 (@Raniaibrahim_) October 26, 2024
انتشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار غضبا في أوساط المغردين السودانيين والعرب على حد سواء، خاصة بعد أن نشرت ابنته تغريدة قالت فيها إن الرجل في هذا الفيديو هو والدها، وإن عائلتها عاشت أسوأ ليلة في حياتها.
في حين قال آخرون إن الرجل اسمه الطيب الطاهر، وإنه من خريجي كلية الهندسة في جامعة الخرطوم فترة السبعينات، وكان قد عمل لفترة في الخليج قبل أن يعود إلى قرية السريحة بولاية الجزيرة، حيث فتح مشروعه الخاص.
ما يحدث في #السودان الحبيب وأهله الكرام يشيب له الولدان
أي بشر هؤلاء الذين تسوّل لهم أنفسهم أن يهينوا كبارنا وأهلنا؟
مأساة السودان المنسي تفوق حد الخيال#السودان #أنقذوا_الجزيرة #الجزيرة_تستباح pic.twitter.com/oNnbNQHldB
— جَبْرْ | فِلَسْطِين هُوِيَّتَي وَقَضِيَّتَي 🇵🇸 (@jabr_hafez) October 26, 2024
وسلط فيديو المهندس الطيب الطاهر الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها مقاتلو الدعم السريع في قرية السريحة بولاية الجزيرة، وأثار تضامن مغردين وشخصيات عربية على مواقع التواصل.
ومن أبرز المتفاعلين مع المقطع المنتشر مفتي سلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي الذي نشر بيانا قال فيه “أزعجنا كثيرا ما وقع للشعب السوداني العربي المسلم الشقيق من عدوان العصابات الإجرامية، إذ دخلت قرية من قراه فأبادت رجالها عن بكرة أبيهم، وتلك خطة فرعونية تَبًّا لمخططها ومنفذها”، متسائلا عن دور المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
أزعجنا كثيرا ما وقع للشعب السوداني العربي المسلم الشقيق من عدوان العصابات الإجرامية إذ دخلت قريةً من قراه فأبادت رجالها عن بكرة أبيهم، وتلك خطة فرعونية تَبًّا لمخططها ومنفذها؛ فأين المنظمات العربية والإسلامية والدولية؟ وأين منظمات حقوق الإنسان في العالم؟!!
#السودان pic.twitter.com/E7bMoLDWY2— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) October 27, 2024
وخرجت مظاهرة نسائية في موريتانيا بعنوان “نفس الإرهاب في غزة في السودان”، ونشر مغردون سودانيون فيديو يوثق جانبا من التظاهرة، وعلق أحدهم: “نساء موريتانيا العظيمات خلال احتجاجية اليوم يناصرن السودان، شكرا بحجم السماء يا عظيمات”.
“نفس الإرهاب في غزه في السودان”
نساء موريتانيا العظيمات خلال احتجاجيه اليوم يناصروا السودان 🙏🏻
شكرا بحجم السماء يا عظيمات🇲🇷🇸🇩
عندنا ناس كدا إخوانهم بموتوا في الولاية اللي جمبهم على طول وامبارح شغالين احتفالات بالزخيره عشان ماتش كوره 🤦🏻♀️
كفانا المهازل #الدعم_السريع_يستبيح_الجزيره pic.twitter.com/MFfpSLiEFl— اسراء🇵🇸 (@EsraaSalhin19) October 27, 2024
واستنكر أحد المغردين سكوت العالم عن السودان، “فلا عواجل في القنوات، ولا اجتماعات في مجلس الأمن، ولا مناشدات لمساعدتهم وإغاثتهم” وفق قوله، ودعا آخرون إلى إظهار التضامن مع ضحايا السودان وسط ضعف التغطية الإعلامية.
#السودان تُذبح بصمت
429 شهيد في قرية السِريحة، محلية شرق الجزيرة – ولاية الجزيرة بوسط السودان #السريحة#قرية_ازرق_والسريحة#قرية_السريحة_تنزف#قرى_الجزيرة_تباد pic.twitter.com/a2f3UaodfO— أنس المعراوي anasmaarawi (@anasanas84) October 26, 2024
وشارك رواد منصات التواصل الاجتماعي العرب مقطع فيديو لرجل بزي عسكري قال فيه إن “هؤلاء (عناصر الدعم السريع) ليسوا وطنيين ولا سودانيين، الأرض هذه حقتنا، يا إحنا يا هم، الموت أحسن لينا من العيشة”، في حين علق أحدهم بأن “دمعة هذا المسن عندي ترجح بشرف وتاريخ من يدعم المليشيات المتمردة لخراب وتفتيت السودان”.
#الدعم_السريع.. حسبنا الله ونعم الوكيل؛ ستهزمون هزيمة نكراء أنتم ومن خلفكم ومن يقف معكم ومن يؤيدكم أيها المرتزقة.. اللهم انصر اخواننا المستضعفين في السودان على الميليشيات الارهابية “الدعم السريع” 👌🏻#الجزيرة_تستباح #الدعم_السريع_يستبيح_الجزيره pic.twitter.com/93WfRftf2x
— سلطان النفيعي (@sultanalnefaie) October 26, 2024
وقال ناشطون وأطباء إن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة في قرية السريحة راح ضحيتها مئات المدنيين، في ما قيل إنه انتقام لانشقاق قيادات من الدعم السريع وانضمامها للجيش السوداني. وقالت منصة “مؤتمر الجزيرة” المختصة بأخبار الولاية إن قوات الدعم السريع اغتالت عددا من المدنيين والناشطين، وسط نزوح نحو 10 آلاف من نحو 100 قرية ومخاوف من تصفية مئات الأسرى.