تتوقع شركة “نوفو نورديسك” الدانماركية أن عقارها الجديد التجريبي للسمنة واسمه “كاغري سيما” (CagriSema) سيحقق فقدانا للوزن بنسبة 25%.

وقالت الشركة إن الآثار الجانبية في التجارب التي أجريت حتى الآن على “كاغري سيما” مماثلة لأدوية ناهضات “جي إل بي-1” (GLP-1) الموجودة بالفعل في السوق.

وأدلى مارتن هولست لانج، رئيس التطوير في نوفو نورديسك، بهذه التعليقات لرويترز بعد أن أصدرت الشركة نتائج الربع الثالث التي جاءت أفضل من المتوقع.

كاغري سيما

وعقار كاغري سيما يتكون من مكونين:

  • سيماغلوتيد semaglutide، وهي المادة الفعالة في أوزمبيك.
  • كاغريلينتيد cagrilintide، وهو نظير إميلين

إن آلية عمل “كاغري سيما” معقدة ومبتكرة، حيث تستفيد من الوظائف التكميلية لمكونيها الأساسيين، سيماغلوتيد وكاغريلينتيد. ويلعب سيماغلوتيد، وهو منبه لمستقبلات “جي إل بي-1” (GLP-1)، دورا حاسما في تنظيم الغلوكوز وقمع الشهية. ويحاكي عمل الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 (GLP-1)، وهو هرمون يعزز إفراز الإنسولين، ويمنع إطلاق الغلوكاغون، ويبطئ إفراغ المعدة، وبالتالي يعزز التحكم في الغلوكوز بشكل أفضل وتقليل تناول الطعام.

من ناحية أخرى، يعمل الكاغريلينتيد، وهو نظير الأميلين، عن طريق محاكاة هرمون الأميلين الطبيعي، والذي يتم إفرازه مع الإنسولين بواسطة خلايا بيتا البنكرياسية. ويكمل الأميلين عمل الإنسولين عن طريق إبطاء إفراغ المعدة، وتعزيز الشعور بالشبع، وتثبيط إفراز الغلوكاغون. ويؤدي العمل المشترك لهذين العاملين إلى نهج أكثر شمولا للتحكم الأيضي، ومعالجة كل من ارتفاع سكر الدم وزيادة وزن الجسم، وهما عنصران أساسيان في إدارة الاضطرابات الأيضية.

ويشكل التآزر بين السيماغلوتيد والكاغريلينتيد جوهر فعالية كاغري سيما، من خلال استهداف مسارات متعددة تشارك في تنظيم الشهية، واستقلاب الغلوكوز، وحركة المعدة، ويقدم كاغري سيما إستراتيجية علاج شاملة. والنتيجة هي مزيج متكامل لا يعزز التحكم في نسبة السكر في الدم فحسب، بل يساهم أيضا في فقدان الوزن بشكل كبير، وبالتالي معالجة التحديات المزدوجة التي يواجهها الأفراد المصابون بداء السكري من النوع الثاني والسمنة.

إن الاستعمال الأساسي لدواء كاغري سيما هو إدارة مرض السكري من النوع الثاني والسمنة. وغالبا ما تتعايش هذه الحالات وتتفاقم مع بعضها البعض، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة يصعب كسرها بالعلاج الأحادي. ويتميز مرض السكري من النوع الثاني بمقاومة الإنسولين وضعف إفراز الإنسولين، في حين تعمل السمنة على تعقيد المشهد الأيضي، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومجموعة من المضاعفات الأخرى.

كسر الحلقة

يهدف دواء “كاغري سيما” إلى كسر هذه الحلقة من خلال تقديم فوائد مزدوجة، وهي: تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وخفض الوزن بشكل كبير. وقد أثبتت التجارب السريرية أن دواء “كاغري سيما” يقلل بشكل كبير من مستويات الهيموغلوبين السكري التراكمي (السكر التراكمي)، وهو مؤشر على التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم على المدى الطويل، إلى جانب تعزيز فقدان الوزن. ولا يعمل هذا التأثير المزدوج على تحسين نوعية حياة المرضى فحسب، بل يقلل أيضا من العبء على أنظمة الرعاية الصحية من خلال خفض حدوث المضاعفات المرتبطة بمرض السكري.

وعلاوة على ذلك، يمتد دور دواء كاغري سيما إلى ما هو أبعد من إدارة الغلوكوز والوزن. فقد أظهر نتائج واعدة في تحسين مكونات أخرى من متلازمة التمثيل الغذائي، بما في ذلك خلل شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم. من خلال معالجة هذه الجوانب المترابطة، يمثل كاغري سيما طريقة علاج شاملة للأفراد الذين يعانون من عوامل خطر أيضية متعددة.

من المقرر أن تصدر شركة الأدوية الدانماركية بيانات من تجربة في مرحلة متأخرة من كاغري سيما بحلول نهاية عام 2024.

في السنوات القليلة الماضية، فشلت نوفو نورديسك في إنتاج ما يكفي من عقاقير GLP-1 لتلبية الطلب، مما أدى إلى نقص. لذا تستثمر الشركة الآن مليارات الدولارات لزيادة قدرتها التصنيعية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.