انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، بعدما استوعبت السوق أن زيادة أسعار الفائدة الأمريكية ستؤجج على الأرجح مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي، في ظل تخفيضات إنتاج تهدف إلى إعادة التوازن للأسواق.
والضغط على العرض يأتي في وقت أصبحت فيه توقعات النمو العالمي غارقة إلى حد ما، حيث من المتوقع حدوث مزيد من التشديد في الشروط النقدية في الأشهر المقبلة مع الاستثناء الوحيد الملحوظ لليابان الدولة الرئيسة المستوردة للطاقة.
وفي سياق متصل بالقطاع، قال حيان عبد الغني وزير النفط العراقي في تصريحات للصحافيين على هامش ندوة أوبك، إن إنتاج الغاز في العراق مصاحب للنفط، والعراق ملتزمة التزاما كاملا بنظام الحصص في أوبك.
وأوضح الوزير أن العراق تتطلع إلى أن تكون مصدرا للغاز وهناك رقعة استكشافية واعدة في غرب البلاد ستلبي احتياجات البلاد في توليد الكهرباء، مشيرا إلى أن هناك خطط لزيادة إنتاج العراق من النفط الخام إلى ستة ملايين برميل يوميا، أي بزيادة نحو مليون برميل يوميا عن الإمكانات الحالية.
ولفت الوزير إلى أن الوقود التقليدي لازال يمثل مصدرا رئيسا للطاقة في العالم ولا يمكن بشكل عاجل الاستغناء عنه، مؤكدا ضرورة زيادة الاستثمارات مع التركيز على تقليل الانبعاثات الكربونية.
بدوره، قال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي في جلسة ختامية لندوة أوبك: إن الإمارات تستثمر في الإدارة والتكنولوجيا، ما يساعد على نجاح برامج التنوع والتحول في مجال الطاقة.
ولفت إلى أن نصيب الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الإماراتي ينمو بقوة وسيتجاوز 30 في المائة بحلول 2030، مشيرا إلى نمو الاستثمارات الخارجية لتطوير موارد الطاقة وسنركز على التكنولوجيا الخضراء في الأعوام المقبلة وذلك بالتعاون مع جميع دول العالم.
من ناحيته، أكد وزير النفط الكونغولي برونو جان ريتشارد إيتو في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر أوبك في يومه الثاني والأخير أن بلاده تحتاج إلى ضخ استثمارات جديدة في صناعة النفط الخام كما تحتاج البلاد إلى أسعار نفط مرتفعة لتعزيز مواردها.
وأوضح أن صناعة النفط تحتاج إلى تحديث مستمر واهتمام بالتكنولوجيا والابتكار ورفع مستويات الكفاءة للتأقلم مع التحديات الواسعة والاضطرابات المتلاحقة في الأسواق والاقتصاد العالمي.
بدوره، يرى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في مصر، أن عديدا من الشركات الخليجية تعمل مع مصر سواء في مشاريع المنبع أو المصب وأيضا مع دول عربية أخرى مثل ليبيا والجميع يرغب في زيادة استثماراته في مصر.
ونوه الملا في تصريحات صحافية بقدرات مصر الإنتاجية الواعدة في مجال الغاز وتطلعها إلى التصدير إلى الأسواق الأوروبية، لافتا إلى أن القدرات التصديرية تتقلص في فصل الصيف بسبب ارتفاع الطلب المحلي ثم تنمو مرة أخرى في شهور الشتاء.
وأكد الوزير الملا في كلمة له في جلسة عن انتقال الطاقة أمام الندوة الدولية الثامنة لمنظمة أوبك أن الحديث عن انتقال الطاقة يتطلب تذكر مشكلة فقر الطاقة واحتياج الملايين للكهرباء وخدمات الطاقة الأساسية، مشيرا إلى أن الاعتماد على النفط والغاز ليس مصدر مشكلة لجهود معالجة تغير المناخ، بل هما جزءا من الحل في برامج تحول الطاقة.
وأوضح الملا أن تحديث استراتيجيات الطاقة في مصر مستمر بالاعتماد على التكنولوجيا، مشيرا إلى السعي إلى الاعتماد بشكل أكبر على الغاز والطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر، موضحا أن تحول الطاقة هو مسؤولية مشتركة.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، بعدما استوعبت السوق أن زيادة أسعار الفائدة الأمريكية ستؤجج على الأرجح مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي في ظل شح المعروض من الخام.
وبحلول الساعة 13:52 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتا إلى 75.99 دولار للبرميل بعدما ارتفعت 0.5 في المائة عند التسوية في اليوم السابق.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 57 سنتا إلى 71.22 دولار للبرميل، بعد أن أغلق أمس الأول مرتفعا 2.9 في المائة في تعاملات ما بعد عطلة أمريكية ليلحق بمكاسب حققها برنت في وقت سابق من الأسبوع.
وتتوقع السوق رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا مجددا للسيطرة على التضخم الجامح.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لحزيران (يونيو) الصادر أمس الأول أن جميع أعضاء البنك وافقوا على الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير لكسب الوقت وتقييم الحاجة إلى رفع الفائدة مرة أخرى، على الرغم من أن أغلب الحضور توقعوا أنهم سيضطرون في نهاية المطاف إلى تشديد السياسة النقدية بصورة أكبر.
وعلى جانب العرض، أعلنت السعودية وروسيا تخفيضات جديدة في إنتاجهما من النفط في آب (أغسطس). وبلغ إجمالي تخفيضات الإنتاج الآن أكثر من خمسة ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل 5 في المائة من إنتاج النفط العالمي.
وقال وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومسؤولون تنفيذيون من شركات نفط في مؤتمر استمر يومين في فيينا: إن على الحكومات تحويل انتباهها من العرض إلى الطلب.
وقال تاتسوفومي أوكوشي كبير الاقتصاديين في نومورا للأوراق المالية “إعلان خفض الإمداد السعودي وتوقعات تخفيض إضافي محتمل تدعم أسواق النفط”، مضيفا أن هبوط مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع دعم المعنويات أيضا.
وأضاف “مع ذلك، يبدو أن الاتجاه الصعودي محدود بسبب عدم اليقين بشأن وتيرة النمو الاقتصادي وتعافي الطلب على الوقود في الصين”.
وتراجعت مخزونات الخام الأمريكية نحو 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 حزيران (يونيو)، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، وذلك وفقا لمصادر في السوق نقلا عن أرقام من معهد البترول الأمريكي. وكان محللون توقعوا في استطلاع أجرته رويترز انخفاضا في مخزونات الخام بنحو مليون برميل.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 76.60 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 76.18 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء، حقق ثاني ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.34 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.