استأنفت بعض المخابز في قطاع غزة عملها، يوم الخميس، بعد إغلاق دام لعدة أيام بسبب النقص الحاد في الدقيق وتوقف المساعدات الغذائية، لكن هذا الانفراج البسيط لم يكن كافيًا لتخفيف حدة المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
احتشد المئات أمام المخابز في مشاهد تعكس اليأس، يتدافعون ويتزاحمون من أجل الحصول على القليل من الخبز لإطعام عائلاتهم التي أنهكها الجوع. سلطان أبو سلطان، أحد النازحين من مخيم الشاطئ للاجئين في غزة، يصف مشهد الفوضى قائلاً: “جئت للحصول على كيس خبز. كما ترون، الزحام شديد. المخابز مغلقة منذ ثلاثة أيام، وليس في منزلي كسرة خبز. الأطفال جائعون”.
وفي دير البلح، أدى إغلاق أحد المخابز المهمة هذا الأسبوع إلى تفاقم الوضع الغذائي المتردي أصلاً، مما جعل الفلسطينيين يكافحون من أجل تأمين الحد الأدنى من الطعام لأسرهم.
أمام أحد المخابز، كان خميس الجديلي، نازح آخر، يقف في الطابور ساعات طويلة دون أمل قريب: “لا يوجد لدينا أي طعام. لا خبز ولا أرز ولا شيء. نحن ننتظر هنا منذ ساعات ولا نعلم إن كنا سنحصل على الخبز قبل حلول الليل”.
فيما يشير ماهر فتوح، وهو نازح آخر من غزة، إلى حجم الأزمة قائلاً: “نحن منذ أربعة أيام أو خمسة، نحاول الحصول على كيس خبز. في الحقيقة، لا نحصل على كيس كامل، بل نصف كيس. كيف يمكن لهذا أن يكفي عائلة مكونة من عشرة أفراد؟”.
وبينما كانت المخابز مغلقة، ارتفعت أسعار الدقيق إلى مستويات لا يستطيع معظم السكان تحملها، خاصة أولئك الذين لا يملكون دخلاً. وحتى مع إعادة فتح بعض المخابز، بلغت تكلفة كيس صغير يحتوي على 15 رغيفًا حوالي 13 دولارًا، وهو مبلغ يعجز عن دفعه كثيرون في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها القطاع.
ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وعرقلة إسرائيل لإمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، يواجه سكان القطاع معاناة يومية للحصول على أبسط مقومات الحياة، وسط عجز واضح في تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.