في مشهد مأساوي جديد يعكس عمق المعاناة التي يعيشها أهالي غزة، لقي طفلان وامرأة في الخمسينيات من عمرها حتفهم يوم الجمعة بعد أن سحقهم حشد من المنتظرين كانوا يتدافعون للحصول على الخبز في أحد المخابز في دير البلح، وسط قطاع غزة.
ولقي الضحايا حتفهم بسبب التدافع الذي نشب بين جموع الناس التي كانت في حالة من اليأس الشديد من أجل تأمين قوتهم الأساسي.
وتؤكد هذه الحادثة المفجعة على تفاقم معاناة سكان غزة، الذين يعيشون تحت حصار خانق وأزمة إنسانية مستمرة منذ 13 شهراً.
وحسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية، فإن تدفق الغذاء إلى غزة قد وصل إلى أدنى مستوى له منذ بداية الحرب، ما يزيد من تفاقم أزمة الجوع في المنطقة. في حين يشير مسؤولون من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى أن معظم السكان في غزة يعتمدون الآن بشكل كامل على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
كما أكد أحد الأطباء في مستشفى الأقصى، أن الثلاثة توفوا بسبب الاختناق نتيجة الازدحام في المخبز.
وفي شهادة مؤلمة، قالت إحدى الأقارب المفجوعات: “بقوا أربعة أيام دون طعام”. وقد أجبرت هذه الظروف الصعبة الفلسطينيين على الاعتماد بشكل كبير على المخابز والمطابخ الخيرية، مع الكثير من الأسر التي تكافح من أجل الحصول على وجبة واحدة يومياً.
وكانت بعض المخابز في غزة قد أغلقت الأسبوع الماضي بسبب نقص الدقيق، وعندما أعيد فتحها، تجمعت الحشود الضخمة في محاولة للحصول على أي كمية من الطعام.
وفي شهادة أخرى، قال أسامة أبو لبن، والد إحدى الضحايا، وهو يبكي فقدان ابنته: “أخرج الساعة الثالثة صباحاً لأحضر كيساً من الخبز لأطفالي، الساعة الثالثة صباحاً. لماذا؟ ولأي سبب؟ أبي ذهب، ابني ذهب، عمي ذهب، جميعهم كانوا في الشمال، ونحن جئنا نأكل”.
ومع استمرار الحرب الإسرائيلية الدامية على القطاع وتفاقم الأزمات الإنسانية، يظل السؤال قائماً: كم من المعاناة يمكن لهذا الشعب أن يتحمل؟ وفي وقت يبدو فيه الخلاص بعيد المنال تزداد الحاجة إلى تدخل جدي لإنقاذ أرواح الأبرياء قبل فوات الأوان.