تقول كبرى شركات التكنولوجيا إن أبناء هذا الجيل هم أول من “لن يعرف معنى الضياع” -بمعنى أنهم ****- فهل هذا أمر جيد؟
ويشير جيري بروتون، في مقال نشر في صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إلى أننا فقدنا الشعور بالاتجاه وأن أدمغتنا تتقلص، لا سيما الجزء المتعلق بالذاكرة والتعلم الذي يعرف “بالحُصين”.
الذاكرة المكانية
تساعد الذاكرة المكانية في اكتشاف طرق الوصول إلى مواقع وأماكن معينة مثل المنازل والمدارس وغيرها، وتصنّف عادة ضمن فئة الذاكرة الطويلة المدى التي تتعامل مع الإشارات والإعلانات ومعالم الطرقات على أنها علامات مرجعية أثناء التحرك واتباع خريطة دماغية.
وتحتل الذاكرة المكانية 3 أرباع مساحة الحُصين المكلّف باسترجاعها عند الحاجة. ويقع جزءا الحصين فوق كلتا الأذنين، ويبلغ طول هذا الجزء من الدماغ الذي يشبه في شكله فرس البحر حوالي 5 سم.
وبحسب “ذا غارديان”، اشتهر سائقو سيارات الأجرة في لندن بأن لديهم حُصينا بالحجم الكامل. ولكن في عام 2011، اكتشف علماء الأعصاب في جامعة لندن كولدج أن حجم حُصين سائقي سيارات الأجرة يتقلص كثيرا بعد التقاعد.
شروق الشمس وغروبها
الصحيفة البريطانية تقول إن الأطفال الذين يعيشون في المدن نادرا ما يرون شروق الشمس أو غروبها، وذلك يؤثر على قدرتهم على التمييز بين الشرق والغرب. وتشير الدراسات إلى أن الأطفال يتجولون الآن لمسافات أقصر بكثير مقارنة بالأجيال السابقة، إذ انخفضت المسافة من 10 كيلومترات قبل 4 أجيال إلى 270 مترا فقط.
من جهة أخرى، يدرك العديد من الآباء أن هذا التراجع في حرية التنقل مرتبط بارتفاع الخوف من الأماكن المفتوحة بنسبة 50%، وذلك يترك أثرًا عميقًا على الصحة النفسية والجسدية للأطفال. ويؤدي هذا الخوف إلى تجنب الطبيعة وربما يصل إلى اللامبالاة تجاه البيئة، مما يعزز عداء محتملا للحفاظ عليها.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الدراسات تشير إلى وجود صلة بين ما يسمى بالارتباك الطبوغرافي التنموي والصحة العقلية، حيث تؤدي التجارب عبر الإنترنت إلى وعي “مسموم رقميا بالفضاء والمكان”.
الوعي بالعالم المادي
ولتعزيز مهارات التنقل وتقوية الارتباط بالعالم المادي، يمكن اتباع النصائح التالية، بحسب “ذا غارديان”:
- تحديد الاتجاهات الأساسية: استخدم البوصلة لتحديد الاتجاهات الأربعة الرئيسية.
- استخدام الخرائط الورقية: يساعد استخدام الخرائط الورقية في زيادة وعيك بمحيطك.
- الاعتماد على الرياح: تعرّف على الاتجاهات بناء على حركة الرياح كما كان يفعل البشر قبل آلاف السنين.
- التجوال دون أجهزة إلكترونية: قم برحلات لاستكشاف الطبيعة دون الاعتماد على الهواتف، لتعزيز حواسك وتقديرك للعالم من حولك.