على وقع خروقات الأمس التي وُصفت بالأخطر منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، إذ أقدمت إسرائيل على توسيع رقعة انتهاكاتها ونفذت سلسلة من الغارات داخل منطقة جنوبي الليطاني وخارجها وصولاً إلى قضاء صيدا وإقليم التفاح، ردا على استهداف حزب الله موقعا إسرائيليا في أعالي كفرشوبا (رويسات العلم) بصاروخين؛ ارتفع منسوب القلق في الدوائر السياسية والدبلوماسية في بيروت إزاء مصير اتفاق الهدنة، وتزاحمت الأسئلة حول ما إذا كان الاتفاق مجرد هدنة أم هناك إمكانية من خلاله لإنهاء الحرب؟ وهل الاتفاق معرض فعلا للسقوط أم أنه سيهتز ولن يسقط؟

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال أمام زواره اليوم (الثلاثاء)، إن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية.

وأضاف: «شددنا خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب».

ولفت ميقاتي إلى أن إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متدربين في الوحدات المقاتلة يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب.

بالمقابل، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أنه إذا انهار اتفاق وقف إطلاق النار فلن يكون هناك تسامح مع دولة لبنان ولن نميز حينها بين لبنان وحزب الله.

وأضاف: يجب على الجيش اللبناني أن يعمل على تنفيذ وقف إطلاق النار ويبعد حزب الله عن نهر الليطاني.

من جهتها، اعتبرت مصادر مطلعة لـ«عكاظ»، أن إسرائيل تضغط على الحكومة اللبنانية للبدء الفعلي في تنفيذ بنود الهدنة، مثل نشر الجيش في الجنوب وسحب سلاح حزب الله، وإلا فإن الأمور قد تذهب إلى ما لا تُحمد عقباه.

ورأت المصادر، استناداً لتصريح نتنياهو، بأن عدم تنفيذ القرارات سيؤدي إلى تدخل إسرائيلي من جديد لتنفيذ القرارات تحت النار، وهو على ما يبدو ما لم يأخذه حزب الله أو لبنان على محمل الجد.

وأحدثت تلك التوترات بلبلة واسعة لدى سكان الجنوب العائدين من أيام، والذين تملّكهم شعور القلق بأن الحرب عادت أو ستعود، وبادر العديد منهم إلى النزوح مجددا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.