في سياق مواكبتها للأحداث الثقافية والفنية، تفاعلت جائزة ضياء عزيز للبورتريه مع استضافة منطقة مكة المكرمة معرض «الجمل عبر العصور»، الذي نظتمه أمانة محافظة جدة، وجمعية الثقافة والفنون بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي بجدة، في ختام فعاليات «عام الإبل»، حيث خصصت الجائزة ثيمة «الإبل» موضوعاً رئيسياً للتنافس في نسختها الثامنة، لتجد تفاعلاً كبيراً من قبل الفنانين والفنانات، فقد تلقّت ما يقارب 400 عمل تشكيلي من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، فشكّلت لها لجنة تحكيم مكوّنة من البروفيسور عبدالله الفتيني، والدكتورة منال الرويشد، والفنان ضياء عزيز، خلصت إلى ترشيح 38 منها لخوض المنافسة على الجوائز، حيث توّج بالمركز الأول الفنان التشكيلي سعيد سعيد الشهراني، حاصلاً بذلك على درع الجائزة مع مبلغ 50 ألف ريال، فيما حلت ثانياً الفنانة جنى قنديل وحصلت على مبلغ 30 ألف ريال، أما المركز الثالث فكان من نصيب الفنانة التشكيلية إيمان حمد حسين، لتحصل على مبلغ 20 ألف ريال، كما تم عرض الأعمال الفائزة بجوار المرشحة في المعرض المصاحب للحفل السنوي للجائزة.
وقد عبَّر الفائزون الثلاثة عن غامر فرحهم بالفوز، مبدين مشاعر الفخر بما حققوه، باذلين الشكر لكل من أسهم في نجاح المسابقة، وكاشفين في الوقت نفسه عن تفاصيل أعمالهم الفائزة.
ففي المستهل يقول الفائز بالمركز الأول، الفنان التشكيلي سعيد سعيد الشهراني: الحمد لله.. أشعر بشعور لا يوصف بحصولي على المركز الأول في مسابقة ضياء عزيز للبورتريه في عامها الثامن.
وتابع الشهراني سارداً تفاصيل مشاركته في المسابقة بقوله: لله الحمد أنا أمتلك عدة أساليب في المجال الفني، وأعمل على كل المدارس الفنية، وهذه تعتبر أول مشاركة لي في هذه المسابقة منذ انطلاقتها، وغيابي كان لظروف خارجة عن الإرادة، ومن خلال مشاهدتي للمشهد الفني استلهمت أن من يشارك ليحصل على الفوز لابد أن يقدِّم تجربته الخاصة في التكنيك الذي يعمل عليه، فقدمت في هذه اللوحة أسلوبي الذي أعمل عليه منذ ست سنوات، ولدي أعمال كثيرة بالأسلوب نفسه. وأشكر الله أن أكرمني بالفوز بالمركز الأول، مع شكري وتقديري لكل من رعى المعرض وافتتحه ودعمه ونظمه وأشرف على إخراجه بهذا الجمال.
أما الفنانة التشكيلية جنى قنديل، فقد أبدت مشاعر السعادة بحصولها على المركز الثاني مشيرة إلى أنها أكملت اللوحة في ثلاثة أيام فقط، كاشفة عن تفاصيلها بالقول: فكرة اللوحة كانت تعبيراً عن العلاقة القوية بين الإبل وصاحبها، وكيف أنهما يصبحان رفيقين يعتمد كل منهما على الآخر، خصوصاً في أوقات الشدة. وتعمدت أن أترك اللوحة خالية من أي عناصر إضافية، حتى أركّز على هذه العلاقة العميقة وأبرز قوة الصحبة بينهما، وأشعر بفخر كبير بهذا الإنجاز.
وبعثت جنى بعدة رسائل شكر وعرفان، في سياق قولها: أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والفنان القدير ضياء عزيز، على منحنا هذه الفرصة الجميلة للمشاركة في مسابقة كهذه. وشكراً لكم على دعمكم المستمر للفنانين، وإيمانكم بدور الفن في إثراء مجتمعنا، وأشكر جميع الفنانات والفنانين المشاركين، كما أتوجه بالشكر لله على الموهبة التي منحني إياها، ولأمي وإخوتي على دعمهم المستمر لي.
وبدورها تقول الفائزة بالمركز الثالث الفنانة التشكيلية إيمان حمد حسين: فوزي باللوحة يمثل لحظة فخر لا توصف.. هذه الجائزة ليست مجرد تكريم لعملي الفني، بل هي اعتراف بالجهد والتفاني الذي بذلته في كل خطوة من خطوات الإبداع. كانت اللوحة بالنسبة لي وسيلة للتعبير عن أفكار ومشاعر عميقة، ونجاحها يؤكد أن الفن يمكن أن يكون لغة يتواصل بها الجميع، بغض النظر عن الاختلافات.
ومضت إيمان في حديثها قائلة: هذا الإنجاز يعطيني دافعاً أكبر للاستمرار في استكشاف أفكار جديدة وتجسيدها على القماش، فهو ليس فقط تقديراً لموهبتي بل أيضاً رسالة أن العمل الجاد والإيمان بالذات يثمران دائماً، ويسعدني أن أهدي هذا الفوز لكل من دعمني وآمن بقدراتي، وأطمح أن تكون هذه الجائزة بداية لطريق مليء بالإنجازات، والأهم من الفوز هو الشعور بأن لوحتي استطاعت أن تصل للقلوب، وتترك أثراً لا يُنسى.