هذا المقال نشر باللغة الفارسية

شكل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كان يعد حجر الزاوية لحزب الله وحماس وأحد أبرز مواقع النفوذ الإيراني في المنطقة، ضربة قاسية لما يعرف بـ “محور المقاومة”. هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من الانتكاسات التي أصابت هذا التحالف، مما يطرح السؤال البديهي: هل انهار “المحور” وسقطت إيران بسقوط الأسد؟

اعلان

لطالما وصف الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، صمود نظام الأسد، وعدم “وقوع سوريا بيد الجماعات الإسلامية المتطرفة”، بأنه الضمانة لاستمرار “النضال من أجل القضية الفلسطينية”، على حد تعبيره، باعتبار الأراضي السورية المتنفس الذي يمد حزب الله بالسلاح.

وعلى مدى سنوات، لم تبخل إيران وحزب الله، إلى جانب روسيا طبعًا، بدعم نظام الأسد لئلا ينهار، فقد أنفقت طهران ما بين 20 و30 مليار دولار لدعمه. غير أن سقوطه السريع فجأة، بعد أيام من خروج حزب الله من حرب ضروس خاضها في وجه إسرائيل، طرح علامات استفهام مشروعة حول الدور الإيراني الذي ستلعبه طهران في المنطقة، وعن قدرة حزب الله على استعادة عافيته بعد خسائر مادية وبشرية تكبدها، وعن موقف حماس في المفاوضات.

خامنئي: سقوط الأسد لا يضعف إيران

في هذا السياق، علّق المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، يوم الأربعاء بالقول إن “سقوط نظام الأسد لن يضعف إيران”، مشيرًا إلى أن طهران قدمت له الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري، مفسرًا ما حدث في سوريا بأنه “نتاج لمخطط إسرائيلي وأمريكي مشترك” جرى بدعم “من دولة مجاورة لسوريا”.

كما قال الحرس الثوري الإيراني، إن استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسقوط الأسد للحديث عن “وجه جديد للشرق الأوسط” ما هو إلا حرب نفسية.

هل كان سقوط نظام الأسد متوقعًا لإيران؟

يقول حشمت الله فلاحت بيشه، وهو عضو سابق في البرلمان الإيراني، لـ”يورونيوز” إن سقوط نظام الأسد في سوريا “لم يكن مفاجئًا لكل من قرأ التطورات الأخيرة، فقد أصبح النظام متهالكًا، خاصة في ظل سعي دول أجنبية لتحقيق مصالحها ا أيضًا”، مشيرًا إلى أن إيران اتبعت سياسة “عدم التدخل” وكانت برأيه سياسة جيدة.

في المقابل، يقول أفشار سليماني، سفير إيران السابق في أذربيجان ومحلل العلاقات الدولية لـ”يورونيوز” إن طهران لم تكن تتوقع أن يسقط نظام الأسد بهذه السرعة، عكس روسيا التي كانت على علم بالأحداث، “لذلك كانت إيران عاجزة لأن موسكو لم ترد دعمه، وجيشه لم يرد أن يدعمه هو الآخر”.

ويضيف سليماني لـ “يورونيوز”، أن إيران كانت أمام واقع ضاغط، فأوكرانيا كانت أولوية لروسيا، ومن ناحية أخرى، “ربما رغبت روسيا في إرضاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لأخذ مكاسب في أوكرانيا” حسب قوله.

ويؤكد سليماني “ما جرى في سوريا كان لصالح وباتفاق بين جميع الأطراف سوى إيران ومحور المقاومة وبشار الأسد”.

من جهة ثانية، يحاول بعض المحللين السياسيين أن يلوحوا بأن إيران تخلت عن الأسد مقابل مكسب معين، دون التوضيح ما هو المكسب.

غير أن حشمت الله فلاحت بيشه يستبعد أن تكون إيران قد قامت بصفقة، أما سليماني فيقول بأنها فوجئت بما حدث، وغدا الرضى بالأمر الواقع، لاسيما بعد إنكفاء روسيا كان أمرًا لا مهرب منه.

ما هي الأفق الإيرانية مع هيئة تحرير الشام؟

وعن ربط سقوط الأسد بسقوط “المحور”، يقول بيشه إنه لا يعتبر سقوط الحكومة السورية فشلًا “للمحور”. الأمر وما فيه هو أن على إيران التعامل مع حكومة أقليات في سوريا، وثقافة العداء لإسرائيل هي تيار موجود في كل من لبنان وفلسطين، لذلك لا يمكن ربط زوال المشروع بانهيار الأسد.

ولا ينفي بيشه أن بين نظام الأسد وحزب الله تعاونًا، لكنه يلمح إلى أن القضية الفلسطينية تمثل اهتمامًا لبعض الجماعات السورية التي أطاحت بالأسد. ويشير إلى وجود “نقاط مشتركة بين إيران وهذه القوات السورية”، لافتًا إلى أن طهران قد تنشئ علاقة مع هيئة تحرير الشام في المستقبل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.