في لحظات حاسمة من تاريخ سوريا، قرر بشار الأسد مغادرة البلاد في خطوة غير متوقعة أنهت أكثر من خمسين عامًا من حكم عائلته. ووفقًا لمصادر مطلعة، فاجأ الأسد مساعديه وقيادات الجيش والأمن بإبلاغهم أنه سيتلقى دعمًا عسكريًا من روسيا، لكنه في الوقت نفسه كان يخطط لمغادرة سوريا في سرية تامة.

اعلان

وفي آخر أيامه في السلطة، أخبر الأسد مدير مكتبه أنه سيعود إلى منزله، لكنه توجه بشكل مفاجئ إلى المطار ليغادر سوريا. في الوقت نفسه، كانت زوجته وأطفاله في موسكو في انتظار عودته، ما يعكس تخطيطًا بعيدًا عن الأنظار. ورغم محاولات الخروج في ظل ظروف غير مؤكدة، بقيت محاولاته للحصول على الدعم العسكري الروسي جزءًا من المشهد الأخير. وقد ذكرت رويترز أن مساعديه كانوا مخدوعين بتصريحاته حول الدعم العسكري الروسي الذي لم يتحقق.

وفي حين كانت روسيا قد أبدت استعدادها لتقديم دعمها في أوقات سابقة، كانت أولوياتها قد تغيرت مع مرور الوقت، ليؤكد المسؤولون الروس أن تدخلهم العسكري في تلك المرحلة لم يكن ضمن خططهم. وكانت روسيا قد أوضحت للأسد أن أولوياتها في ذلك الوقت كانت تتعلق بمسائل أخرى، ما جعل الأسد يبحث عن حلول بديلة خلال الأسابيع الأخيرة من حكمه، حسبما أفادت رويترز.

ومع انهيار بعض مؤسسات النظام في مختلف أنحاء سوريا، قرر الأسد مغادرة دمشق على متن طائرة مدنية، وذلك في خطوة لضمان سلامته والانتقال إلى موسكو. ورغم انتقاله السريع، كانت عائلته قد سبقت في مغادرة البلاد في وقت سابق، حيث كانت زوجته وأطفاله في العاصمة الروسية قبيل مغادرته. ووفقًا لمصادر مطلعة على الأحداث، فقد غادر الأسد العاصمة السورية في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد.

وفي وقت لاحق، تم الإعلان عن أن الأسد قد وصل إلى موسكو بعد مغادرته سوريا، حيث كان قد حصل على اللجوء السياسي في روسيا. ومع انتقاله إلى هناك، بدأ فصل جديد في مسار الصراع السوري، الذي طالما ارتبط باسم عائلته. وذكرت رويترز أن روسيا قد أمنت له الممر الآمن لمغادرته سوريا، ليصل إلى موسكو في الوقت المحدد.

وعلى الرغم من انتقال الأسد إلى روسيا، يظل السؤال حول كيفية تأثير هذه اللحظات على مستقبل سوريا، وأي خطوات سيجري اتخاذها في المرحلة القادمة من إعادة الاستقرار وبناء المؤسسات. ومع رحيله، يبدأ فصل جديد في تاريخ سوريا، في حين تبقى التحديات قائمة أمام الشعب السوري والمجتمع الدولي في إيجاد حلول للأزمة المستمرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.