أسامة دياب

وصف وزير الخارجية عبدالله اليحيا العلاقات الصينية – الكويتية بالممتازة، مشيرا إلى أن افتتاح السفارة بمنطقة مشرف يعتبر خطوة جديدة نحو تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف اليحيا في تصريحات للصحافيين على هامش افتتاح مقر سفارة جمهورية الصين الشعبية الجديدة في المنطقة الديبلوماسية بمشرف: نهنئ السفير الصيني تشانغ جيانوي بهذه المناسبة، مشيدا بما تشهده العلاقات الثنائية من تعاون وثيق بين البلدين الصديقين، متطلعا للدفع بها إلى مستويات أرحب بما يحقق تطلعات قيادتي وشعبي البلدين الصديقين.

وأشار إلى أن الجانبين بدءا في تنفيذ الاتفاقيات الكويتية- الصينية التي أبرمت بينهما، لافتا إلى أن الكويت مستعدة لتسريع وتيرة تنفيذ المشاريع.

إنجازات بارزة

من جانبه، قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد تشانغ جيانوي إن بناء مقر السفارة الصينية الجديد يجسد جهودا عدة أجيال من الديبلوماسيين الصينيين، وشاهدا على تنمية العلاقات الصينية- الكويتية.

وتابع في مجمل كلمته في مؤتمر صحافي عقده مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية: يصادف افتتاح المقر الجديد للسفارة الذكرى الأولى لتولي صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم، متوجها إلى مقام سموه بأسمى عبارات التهاني والتبريكات، موضحا أن الكويت شهدت إنجازات بارزة في مختلف الميادين في عهد سموه، وكان واضحا للعيان الدور الحكيم لسموه في قيادة البلاد وترسيخ النهج الإصلاحي الذي شهدته الكويت، متمنيا لسموه موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق والسداد لقيادة مسيرة الخير والنماء، وأن تنعم الكويت في ظل القيادة الحكيمة لسموه بمزيد من التقدم والازدهار في المجالات كافة.

وأضاف: إنني على ثقة تامة أن جهود صاحب السمو الأمير ستؤتي ثمارها بالنفع والخير لدولة الكويت وشعبها الصديق، وستحقق علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية- الكويتية مزيدا من الإنجازات في المستقبل. واستعراض جيانوي بعض نتائج تقدم العلاقات الصينية- الكويتية خلال عام 2024، بالإضافة إلى التطورات والإنجازات التي حققتها الصين في هذا العام، موضحا أن العلاقات السياسية الصينية- الكويتية تعمقت، وتوطدت الصداقة التقليدية بينهما.

7 اتفاقيات

وأضاف السفير الصيني: في سبتمبر عام 2023، تم التوقيع على 7 اتفاقيات تعاون دشنت مرحلة جديدة في تنمية وترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وعلى مدار أكثر من عام، عمل الجانبان بجد واجتهاد على تنفيذ نتائج اللقاء بين قيادتي البلدين، عن طريق تعزيز الزيارات المتبادلة والمناقشات والمشاورات، الأمر الذي دفع تحقيق تقدم مهم للمشاريع المشتركة بين البلدين.

وأضاف: استمر التواصل بين الجانبين على كافة المستويات، حيث زار الصين كل من وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والأشغال العامة لدولة الكويت، في حين أتت وفود صينية عديدة رفيعة المستوى من الحزب الشيوعي الصيني ووفود متخصصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعليم والثقافية إلى الكويت لتبادل الآراء والخبرات، وقد عقدت الدورة الرابعة لآلية التعاون الثنائية بنجاح، حيث أجرى الجانبان مناقشات متعمقة حول تعزيز التبادلات والتعاون في كافة المجالات.

وأشار إلى انه في عام 2024، ظل التبادل التجاري بين الصين والكويت في مستوى عال، وحقق التعاون العملي الثنائي إنجازات مثمرة. ففي الأشهر الـ 10 الأولى من هذا العام، بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية بين البلدين 13.13 مليار دولار، ومن المتوقع أن تحافظ الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للكويت، كما زادت واردات الكويت من السيارات الصينية بنسبة 21.8% على أساس سنوي، لتصبح أبرز نقاط التجارة بين البلدين، ويظل النفط والغاز ركيزة مهمة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، حيث تعد الكويت تاسع أكبر مصدر لواردات النفط الخام للصين، كما يشهد الاستثمار الثنائي نموا إيجابيا، في هذا العام، بلغ إجمالي الاستثمار المباشر الصيني في الكويت 720 مليون دولار أميركي، ما يجعلها ثاني أكبر مصدر للاستثمار المباشر في الكويت.

وأضاف: يكتسب التعاون الهندسي زخما متزايدا، حيث وقعت الشركات الصينية عددا من الصفقات لتشييد المشاريع الكبرى في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية وما إلى ذلك مع الجهات الكويتية، وأحرز أكبر مشروع إسكاني في الكويت الذي تقوم شركة صينية ببنائه، تقدما سلسا، ما يسهم بشكل فعال في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للكويت وتحسين رفاهية شعبها.

شهد عام 2024 تطورا مزدهرا في التبادل الشعبي والثقافي بين الصين والكويت، ما أضاف فصلا جديدا للتبادل والتعلم بين الحضارات في العصر الجديد. أولا، برزت الإنجازات في التعاون اللغوي. وقع الجانب الصيني مع جامعة الكويت اتفاقية إنشاء أول حجرة ذكية لتعليم اللغة الصينية في الخليج، وشارك أكثر من 100 مسؤول حكومي وتجاري وتعليمي كويتي في دورتين لتعلم اللغة الصينية نظمهما المركز الثقافي الصيني في الكويت. ثانيا، التبادل الثقافي كان غنيا ومتنوعا. قامت عدة فرق فنية صينية بزيارة الكويت لتقديم عروضها، وتم تنظيم بشكل ناجح مهرجان الصين للثقافة والطعام، والعروض البهلوانية «أمسية لا تنسى في الكويت»، والعرض الموسيقي الملحمي «شينجيانغ أرض رائعة»، وغيرها من الفعاليات الثقافية، ما جذب أكثر من 3000 مواطن كويتي للمشاركة، كما زارت فرق من الخبراء والأكاديميين من جامعة بكين وجامعة فودان الكويت لتبادل الخبرات وعقد محاضرات، وحظيت بترحيب واسع. ثالثا، تعزز تفاهم الشعبين. تحت رعاية سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، نظمت السفارة الصينية، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ودار الآثار الإسلامية، مؤتمر «تباعد المسافات وتقارب العلاقات»، حيث ناقش الخبراء من الصين والكويت الصداقة الصينية- العربية الممتدة عبر طريق الحرير لأكثر من ألف عام، حيث دعوا بشكل مشترك إلى إحياء روح طريق الحرير المتمثلة في «السلام والتعاون، الانفتاح وقبول الآخر، التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة، المنفعة المتبادلة والكسب المشترك».

وتابع: في عام 2024، استرشادا بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، كانت الصين تسعي مع دول المنطقة إلى تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، إزاء أوضاع المنطقة التي شهدت امتداد الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وتكرار الأزمات، تقف الصين دائما إلى جانب العدالة والإنصاف، وتستمر في جهودها لخفض التصعيد والتوترات، وتدعم شعوب المنطقة للتحكم في مستقبلها ومصيرها في أيديها. شجعت الصين الفصائل الفلسطينية على توقيع «إعلان بكين»، وتدعم بثبات حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى في أعمالها الإنسانية. كما شاركت الصين في الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية المشتركة مع إيران والسعودية لمتابعة «اتفاق بكين»، مما قدم الحكمة الصينية في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.