بدأت فرنسا تشغيل أول مفاعل نووي جديد منذ 25 عامًا، ليشكل إضافة نوعية إلى شبكة الكهرباء الوطنية، في خطوة طال انتظارها بعد تأخير متكرر، استمرت أكثر من عقد من الزمان. المفاعل الجديد، المعروف باسم “فلامانفيل 3″، يُعد إنجازًا كبيرًا في مسار تطوير الطاقة النووية في البلاد.
صباح السبت، أعلنت شركة كهرباء فرنسا “أي دي أف” عن ربط مفاعل “فلامانفيل 3” بشبكة الكهرباء الوطنية، مشيرة إلى أنه بدأ في إنتاج الطاقة بقدرة تصل إلى 1.6 جيجاوات، ما يكفي لتوفير الكهرباء لأكثر من مليوني منزل.
ويُعد هذا المفاعل، الواقع في منطقة النورماندي، هو الأكبر والأكثر تطورًا ضمن الأسطول النووي الفرنسي المكون من 57 مفاعلًا.
المشروع الذي بدأ قبل أكثر من عقد من الزمان، عانى من التأخير مرة تلو الأخرى، فقد تجاوز الموعد المقرر لإنجازه بـ12 عامًا، وارتفعت تكلفته إلى 13 مليار يورو، أي أربعة أضعاف الميزانية الأصلية التي كانت مخصصة له. ومع ذلك، تصفه “أي دي أف” بأنه “خطوة مهمة نحو تعزيز أمن الطاقة في فرنسا”.
يتميز “فلامانفيل 3” بتقنية المفاعلات الأوروبية المضغوطة (EPR)، المصممة بمعايير أمان متقدمة قادرة على مواجهة الحوادث الكبرى أو التخفيف من آثارها. كما يُعد نظيرًا لمفاعلات مشابهة في الصين وفنلندا، مثل مفاعل تايشان الصيني ومفاعل أولكيلوتو الفنلندي.
استراتيجيات مستقبلية
رغم التحديات التي واجهتها صناعة الطاقة النووية في فرنسا، تعتزم البلاد بناء ستة مفاعلات جديدة، وفقًا لخطة الرئيس إيمانويل ماكرون في 2022، التي تهدف إلى تعزيز دور الطاقة النووية في تحقيق انتقال الطاقة المستدامة.
ومع ذلك، لا تزال التساؤلات قائمة بشأن التمويل والجداول الزمنية لهذه المشاريع الطموحة. وفي السنوات الأخيرة، عانت الصناعة النووية الفرنسية من انخفاض الطلب ورحيل عدد كبير من الكفاءات المتخصصة.
ومع ذلك، تمكنت فرنسا هذا العام من تسجيل صادرات قياسية من الكهرباء، مما يعكس الدور المحوري للطاقة النووية في تعزيز مكانة البلاد كمصدر موثوق للطاقة في أوروبا.