قرر المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” الإسرائيلي، الأحد، تبني مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالعمل على منع انهيار السلطة الفلسطينية، في حين قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يأمل أن يستمر نتنياهو في التحرك نحو “الاعتدال”.

يأتي هذا في وقت أكدت فيه وزارة الخارجية الفلسطينية أن “مليشيات المستوطنين الإرهابية” مجرد ذراع لائتلاف نتنياهو في عمليات الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي التابع للحكومة إن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن القومي “الكابينت” قرر، بأغلبية 8 أعضاء ومعارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وامتناع عضو واحد عن التصويت، تبني القرار المقترح من نتنياهو بالعمل على منع انهيار السلطة الفلسطينية، مقابل عدة شروط في مقدمتها وقف “التحريض” في الإعلام الفلسطيني والمنظومة التعليمية.

وأضاف البيان أن الشروط تشمل توقف السلطة عن توجيه أي اتهامات إلى إسرائيل في المحكمة الدولية والمنظمات الدولية، وقطع الرواتب عن عائلات الشهداء والأسرى، ومنع البناء في المناطق (ج).

وأشارت القناة “12” الإسرائيلية إلى أنه جرى خلال الاجتماع الاتفاق على أن يقوم نتنياهو بالتعاون مع وزير الدفاع يوآف غالانت بتقديم مقترحات للتسهيلات تجاه السلطة الفلسطينية لاحقا، ومنها إقامة منطقة صناعية قرب الخليل، بالإضافة إلى خطة مالية لإنقاذ السلطة من الانهيار عبر منحها قروضا ميسرة.

وأضافت القناة أن من بين المقترحات جدولة الديون الفلسطينية، وتقديم إعفاءات على الوقود، وتقديم موعد تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية، وكذلك زيادة ساعات العمل على معبر الكرامة وإعادة تصاريح كبار الزوار لمسؤولي السلطة.

 

انقسام إسرائيلي

وقبيل الاجتماع، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه لن يوافق على شيء للسلطة الفلسطينية ولن يتم تحويل أي أموال إليها، مضيفا أنه لن تكون هناك تسهيلات مالية لها.

ومن جهته، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير -في تغريدة على تويتر- إنه سيعارض ما سماه القرار المخزي بمنح مزايا للسلطة الفلسطينية.

وأضاف بن غفير “أنا متأكد من أن أصدقائي في الكابينت سينضمون إلى موقفي، ولن يمدوا أيديهم للاقتراح السخيف”، على حد قوله.

بايدن ونتنياهو

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته تتحدث مع الإسرائيليين بانتظام معربا عن أمله في أن يستمر نتنياهو في التحرك نحو الاعتدال، حسب وصفه.

وأضاف بايدن -في تصريحات لشبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية- لا نقول إن جميع مشاكل الضفة الغربية بسبب إسرائيل، ولكن آراء بعض أعضاء حكومة نتنياهو بشأن الاستيطان في الضفة الغربية تمثل جزءا من المشكلة.

وأكد بايدن أنه لا يزال يؤمن بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وردا على سؤال بشأن دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، قال بايدن إنه ستتم دعوة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قريبا.

وفي أول رد على تصريحات بايدن، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن على بايدن أن يدرك أن إسرائيل ليست جزءا من الولايات المتحدة.

وأضاف بن غفير إذا كان بايدن يعتقد أن توزيع الأسلحة على المستوطنين الإسرائيليين تطرف، فأنا أدعوه لزيارة القدس والخليل، ليرى أن التطرف الذي يتحدث عنه دافعه حب إسرائيل، على حد قوله.

مليشيات المستوطنين

في المقابل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين وإرهابهم ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين العُزل وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم.

وقالت الخارجية الفلسطينية -في بيان- إن انتهاكات المستوطنين ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي.

وانتقدت الوزارة استفراد الاحتلال العنيف بالشعب الفلسطيني الأعزل، في ظل ازدواجية معايير دولية مفضوحة.

ووصف البيان مليشيات المستوطنين بأنها ذراع عسكرية للائتلاف الحاكم في إسرائيل، وتقوم بعمليات تخدم مخططات حكومة نتنياهو للضم التدريجي للضفة الغربية.

وقالت الخارجية الفلسطينية إن جيش الاحتلال يطلق النار للتغطية على جرائم المستوطنين وتأمين انسحابهم بعد هجومهم على البلدات الفلسطينية، ولتحويل الحدث أمام الرأي العام من اعتداء للمستوطنين إلى مواجهة بين المواطنين الفلسطينيين وجيش الاحتلال.

وشهدت الأسابيع الأخيرة اعتداءات عنيفة للمستوطنين على قرى حوارة وترمسعيا وعوريف أسفرت عن قتلى وجرحى وحرق ممتلكات فلسطينية.

ووفق معطيات حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية (غير حكومية) على موقعها، فإن أكثر من 465 ألف مستوطن يعيشون في 132 مستوطنة و146 بؤرة استيطانية عشوائية مقامة على أراضي الضفة الغربية، إضافة إلى 230 ألفا يعيشون في 14 مستوطنة مقامة على أراضي القدس الشرقية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.