في الجزء الرابع من حوار الجزيرة نت مع وزير المخابرات اليهودي الأبيض الأشهر في جنوب أفريقيا، أعرب روني كاسريلز عن رعبه -بوصفه خبيرا إستراتيجيا- من عواقب شن إسرائيل هجوما واسع النطاق ضد إيران، ناهيك عن رد الأخيرة على الضربة بأخرى.

وقال إنه إذا حدث ذلك، فسوف نقصف إسرائيل سياسيا في الأمم المتحدة وعلى الساحة الدولية، وسنطالب العالم بالوقوف ضد هذا الجنون، مؤكدا ضرورة الانتظار حتى يحدث هذا ويضع العالم على شفا حرب نووية عالمية.

وأوضح الرجل أن إسرائيل تسعى لجر إيران إلى حرب إقليمية من أجل مصلحتها الخاصة، التي تتمثل في اعتقادها إمكانية تغيير الشرق الأوسط من خلال حرب شاملة لتحقيق خيالات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي طرحها أمام الأمم المتحدة فيما يتعلق بشرق أوسط لا توجد فيه فلسطين على الخريطة.

Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu addresses the 79th United Nations General Assembly at U.N. headquarters in New York, U.S., September 27, 2024. REUTERS/Eduardo Munoz

وفي هذا الصدد، شدد كاسريلز على الحاجة الحتمية لتنشيط الأمم المتحدة وحشد دول العالم وشعوبها لوقف إسرائيل، وأن يبدأ الأمر بوقف الإبادة الجماعية فورا، بالإضافة إلى وقف تحركاتها المقبلة وهجماتها على لبنان وسوريا، التي ستصل إلى العراق واليمن.

وأكد كاسريلز على الحاجة لرؤية إستراتيجية لإبقاء الشعب الفلسطيني على قيد الحياة وإخضاع إسرائيل وأنصارها من الدول الغربية المنافقة لشعوبهم حتى لا يزجوا بالعالم من خلال دعمهم لإسرائيل في محرقة عالمية يرتكبها الكيان الصهيوني تحت ستار الدولة القومية الصهيونية الفاشية المتطرفة.

Mohammad Mustafa, Palestinian Prime Minister speaks during a Security Council meeting on the sidelines of the 79th United Nations General Assembly at U.N. headquarters in New York, U.S., September 27, 2024. REUTERS/Eduardo Munoz

وأطلق كاسريلز -خلال حواره مع الجزيرة نت- نداء إلى الدول العربية للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، إذ إن الجميع باتوا في الهاوية نتيجة للتطرف وإثارة الحروب، والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل الصهيونية بدعم من الولايات المتحدة في الأساس والدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا.

وأكد أن الهجوم على إيران سيكون مثل بركان منفجر ستصيب حممه الجميع في أنحاء العالم.

وحذر الرجل من عودة الفاشية والنازية التي لا تتمثل في أحذية وقمصان النازيين لموسوليني وهتلر، ولكنها تتمثل الآن في البدلات وربطات العنق والابتسامات والكلام الناعم عن الحضارة، في حين أنهم لا يستهدفون سوى التفوق اليهودي الصهيوني في الشرق الأوسط، ومن ثم هيمنة الإمبريالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة.

 

epa05883060 Former anti-apartheid struggle veteran Ronnie Kasrils (L) with supporters of late anti-apartheid activist Ahmed Kathrada, attended his public memorial service in Johannesburg, South Africa, 01 April 2017. Kathrada, an anti-apartheid struggle icon and close friend of the late former South African President, Nelson Mandela died on 28 March. The memorial was supposed to be hosted by the President Zuma led government but was cancelled by them suddenly, leaving the Nelson Mandela Foundation, the South African Communist Party and the Ahmed Kathrada Foundation to host the event. EPA/CORNELL TUKIRI

وعن التحديات التي واجهها بوصفه شابا يهوديا أبيض في حركة يقودها سود جنوب أفريقيا، وشعوره بالعمل بجانب قادة مثل نيلسون مانديلا، وأوليفر تامبو وجو مديسي وتابو مبيكي، قال كاسريلز “أنت تعيدني إلى أجمل أيام حياتي. كلا، لم تكن هناك أي مشكلة على الإطلاق، فمنذ اللحظة التي انخرطت فيها مع “عائلة” حركة التحرر ضد الفصل العنصري وضد العنصرية والاستعمار تغيرت حياتي. ومنذ اللحظة الأولى، تم احتضاني كما لو كانت عائلتي. لقد كانوا بشرا متميزين في غاية التواضع والدفء والذكاء والحب للإنسانية، وعملوا على إنهاء القسوة في العالم”.

وحول عمله في مقتبل حياته مخرجا سينمائيا واعدا، أوضح كاسريلز أنه كان يستمتع بعمله، قائلا “أعتقد أنني كنت سأصبح مخرجا سينمائيا عظيما، ولكنى لست نادما على ترك السينما والانخراط في العمل النضالي، فقد أحببت أن أكون مخرجا سينمائيا في مجتمع حر، ولكنني كنت أحب أن أكون صانع أفلام، وما زلت أحلم بأن أعاود صناعة الأفلام”.

ووصف الرجل من يدّعون الليبرالية -ورغم كل ما يحدث من المذابح المروعة التي نراها حية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة وضد اللبنانيين فإنهم يبررون بزعمهم أن هناك جانبين للقصة- بالمنافقين، حيث إن للقصة جانبا واحدا فقط.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.