تناولت حلقة (2025/1/8) من برنامج “موازين” موضوع العنصرية والتمييز في المجتمعات العربية والإسلامية، وركزت على جذورها التاريخية وأنماطها المختلفة، ودور الإعلام في إذكاء ممارسات التعصب وازدراء الآخر.

وتتخذ العنصرية في واقع اليوم -بحسب ما جاء في البرنامج- صورا مختلفة، فتارة تكون عنصرية مذهبية في إطار الدين الواحد، وتارة اتجاه الأقليات الدينية، وقد تكون ضد المهاجرين وضد العمالة الوافدة.

ويرى الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو أن العنصرية والكراهية والتمييز والعداوة كلها مرتبطة بظهور الجنس البشري وبالاختلاف والجهل بالآخر الذي ميّز مسيرة البشر.

ويشير إلى أن المجتمعات الإسلامية والعربية تختلف عن المجتمعات الأوروبية والغربية التي عرفت الطبقية والإقطاع، فالقرآن الكريم أشار إلى المساواة بين البشر في قوله عز وجل في سورة الحجرات “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”

كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى”.

وفي السياق نفسه، يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة، سعيد المصري إن الدعوة الإسلامية نهضت في بداياتها على أكتاف المهمشين، وانتصر الدين الإسلامي لضحايا العنصرية، واستشهد بقوله عزو وجل في سورة الحجرات (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم)

ويلفت المصري في الوقت نفسه إلى وجود صور من التمييز الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي بين فئات مختلفة داخل المجتمع العربي، بحسب الانتماءات القبلية والعرقية وحتى المكانية.

ويؤكد أن العنصرية موجودة في كل الثقافات، لكن معقلها يوجد في المجتمعات الغربية، وجوهرها ينبع من عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمعات.

دور الإعلام

وعن دور الإعلام في إذكاء العنصرية، يقول المصري لبرنامج “موازين” إن كل الدراسات والأبحاث التي أجريت حول العنصرية اتفقت على أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في ترسيخ العنصرية وتجددها وإعادة إنتاجها طول الوقت، وفي تنمية التعصب وصور التطرف ومظاهر الازدراء.

ويرى أنه لا توجد ضوابط لضبط الممارسات العنصرية، فالإعلام العربي مثلا يتحرك وفق ضوابط سياسية، وهناك محرمات لا ينبغي له أن يخوض فيها، ولكنه يخوض بحرية في الأمور الثقافية والاجتماعية، والمواد الإعلامية التي يتم إنتاجها في القنوات العربية تتضمن غالبا مظاهر التعصب والتطرف وما ينمّي الكراهية في المجتمع، كما يوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة.

وحول النظرة للمهاجرين في الدول الغربية، يقول إحسان أوغلو إن الأمر اختلف بين الماضي والحاضر، مشيرا إلى أن المهاجرين اليوم يتعرضون للكراهية والعداوة وللاستغلال السياسي من قبل الأحزاب اليمينية في فرنسا وفي المجر وفي غيرهما من الدول الأوروبية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.