هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

تظاهر عشرات الآلاف ضد فريدريش ميرتس وحزبه الديمقراطي المسيحي، بعد أن قدم مقترحات لقوانين جديدة أمام البرلمان، تعتبر صارمة وتتعلق بملف الهجرة، وأيدها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.

اعلان

قبل انتخابات البرلمان في 25 فبراير/شباط، تظاهر عشرات الآلاف ضد مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي يتزعمه فريدريش ميرتس، في جميع أنحاء البلاد.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع، للاحتجاج ضد السياسي اليميني الوسطي. ففي العاصمة وحدها، تجمع ما يقدر بـ 160.000 متظاهر تقريبا، أمام مقر البرلمان صباح يوم الأحد، وفقًا لتقارير الشرطة.

وقدم ميرتس للبرلمان مقترحات لسياسات أكثر صرامة تتعلق بالهجرة، وأيد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، بعضا منها.

اتهم المتظاهرون الغاضبون في هامبورغ وميونيخ وكولونيا ولايبزيغ، ميرتس وحزبه الديمقراطي المسيحي بخرق التزام ألمانيا القديم، الذي تتمسك به جميع الأحزاب الديمقراطية، ويقضي بعدم تمرير تشريعات في البرلمان بدعم من الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية أو الشعبوية.

اقتراح مثير للجدل تم تمريره بدعم من حزب البديل من أجل ألمانيا

يوم الأربعاء، قدم ميرتس اقتراحًا غير ملزم للبرلمان، يدعو إلى إبعاد المزيد من المهاجرين من ألمانيا الموجودين عند حدودها. وبفضل دعم حزب البديل من أجل ألمانيا، تمت الموافقة على الاقتراح بفارق ضئيل.

وكان الحزب دخل البرلمان لأول مرة في عام 2017، حيث أصبح أكثر قوة وتأثيراً في الساحة السياسية، بعد قرار المستشارة أنغيلا ميركل قبل عامين، بالترحيب بتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى البلاد.

وقبل عام، احتج مئات الآلاف في مظاهرات استمرت لأسابيع في جميع أنحاء البلاد، ضد صعود اليمين المتطرف والخطط المزعومة لترحيل ملايين المهاجرين، بما في ذلك بعض الذين يحملون الجنسية الألمانية.

هل يمكن لسياسة الهجرة المتشددة أن تضمن الفوز في الانتخابات؟

سعى ميرتس إلى وضع تحالفه اليميني الوسطي، الذي يضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي ومقره بافاريا، في موقف متشدد تجاه الهجرة غير الشرعية.

ومع ذلك، رفض البرلمان يوم الجمعة الماضي مشروع قانون يدعو إلى تشديد لوائح الهجرة، بأغلبية ضئيلة.

ولو تم إقراره، لكانت تلك المرة الأولى، التي يتم فيها الموافقة على قانون، بدعم من حزب البديل من أجل ألمانيا. وعلى الرغم من فشله، أشعل مشروع القانون الجدل حول موقف ميرتس من التعاون المحتمل مع اليمين المتطرف.

ميرتس متهم بتقويض “جدار الحماية” ضد حزب البديل من أجل ألمانيا

اتهم المتظاهرون والسياسيون اليساريون ميرتس بتجاوز المحرمات السياسية، وإضعاف ما يسمى “جدار الحماية” الذي حافظت عليه الأحزاب الرئيسية ضد حزب البديل من أجل ألمانيا. ومع ذلك، يصر ميرتس على أن موقفه لم يتغير، وأنه لم يتعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا ولا ينوي التعاون معه.

تصاعد الاحتجاجات.. إغلاق المكاتب ومسيرة بالآلاف في برلين

أغلق مئات المتظاهرين مكاتب حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في عدة مدن بشكل مؤقت، بينما أقام ما يصل إلى 20 ألف شخص مسيرة حاشدة في برلين يوم الأحد.

في كولونيا، أقام المتظاهرون مظاهرة عند نهر الراين، حيث شكل 350 قاربًا حصارا رمزيا أمام الكاتدرائية الشهيرة في المدينة. ورفعوا لافتات مكتوب عليها “لا للعنصرية” و”من أجل الديمقراطية والتنوع”، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (DPA).

كما اتهم متظاهرون الاتحاد الديموقراطي المسيحي، أبرز أحزاب المعارضة بعقد “اتفاق مع الشيطان” حسب الوصف، من خلال السعي للحصول على دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لتمرير مشروع قانون مناهض للهجرة.

وقال المستشار الألمانيّ أولاف شولتس في منشور على منصة إكس، إنه لا تعاون أبدا مع اليمين المتطرف، موجها خطابه إلى مئات الآلاف من المواطنات والمواطنين في سائر أنحاء البلاد، حسب تعبيره.

اعلان

واعتبرت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل المنتمية للحزب الّذي يتزعّمه ميرتس أن استراتيجيته خاطئة، حسب وصفها.

هل يستطيع ميرتس ضرب عصفورين بحجر واحد؟

تشير استطلاعات الرأي إلى أن كتلة يمين الوسط التي يتزعمها ميرتس، التي دافعت عن مقترح الهجرة، تتصدر بحوالي 30% من الأصوات، بينما يأتي حزب البديل من أجل ألمانيا بنسبة 20% تقريبًا. أما الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، وحزب الخضر فيتأخران أكثر من ذلك.

ويبدو أن ميرتس يراهن على أن موقفه المتشدد بشأن الهجرة سيساعد حزبه على كسب التأييد، من خلال إظهار التزامه الراسخ بفرض ضوابط أكثر صرامة على الحدود.

ومن خلال اتباع هذا النهج، فإنه يأمل في تحقيق هدفين، وهما إضعاف جاذبية حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة، وإظهار أن الائتلاف الحاكم، الذي يقول إنه اتخذ إجراءات مهمة بشأن الهجرة، لا يتفهم مخاوف الشعب.

اعلان
شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.