استقبلت رام الله 43 أسيرا فلسطينيا أفرجت عنهم إسرائيل حيث وسط أجواء مفعمة بالمشاعر. وقد كانت لحظة طال انتظارها عاشها الأهالي الذين احتشدوا منذ ساعات في الضفة الغربية، مترقبين بقلق رؤية وجوه غابت عنهم وقتا طويلا.

اعلان

وجاء الإفراج عن هؤلاء الأسرى ضمن صفقة تبادل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، مقابل إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين. ووصلت حافلات الصليب الأحمر التي تقل الأسرى المحررين إلى رام الله، حيث التقوا بعائلاتهم، فيما خضع بعضهم لفحوصات طبية بعد أن ظهرت عليهم علامات الإعياء والتدهور الصحي.

وأكد المركز الفلسطيني للإعلام وصول الحافلة إلى رام الله وسط استقبال شعبي حاشد. ونشر مقاطع فيديو للحظة لقاء عدد من الأسرى المحررين بعائلاتهم، من بينهم الأسير شادي فخري البرغوثي الذي عانق والده لأول مرة بعد 22 عاماً قضاها في السجون الإسرائيلية. 

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الدفعة التي تم الإفراج عنها شملت 183 أسيراً فلسطينياً من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، من بينهم 111 أسيراً اعتُقلوا من قطاع غزة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

وأوضحت الهيئة أن “من بين المفرج عنهم سبعة أسرى سيتم إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، إلى جانب 42 أسيراً من الضفة الغربية وثلاثة من القدس و27 من قطاع غزة، بعضهم يقضي أحكاماً بالسجن المؤبد”.

تعذيب واعتداءات في سجون إسرائيل

أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ عدد الأسرى المحررين الذين نُقلوا إلى المستشفيات نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية بلغ سبعة أشخاص.

وأدانت مؤسسة العهد الدولية ما وصفته بـ”الاعتداء الوحشي” بحق الأسرى قبل الإفراج عنهم، مؤكدة أنهم تعرضوا حتى اللحظات الأخيرة للتعذيب الجسدي والنفسي والضرب المبرح من قبل القوات الإسرائيلية قبيل خروجهم. 

من جهتها، حذرت حماس من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى، معتبرة أن نقل سبعة منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم يعكس “منهجية التنكيل” التي تعتمدها إدارة السجون في الدولة العبرية. كما شددت الحركة على “التباين الواضح” بين تعاملها مع الأسرى الإسرائيليين وتعامل إسرائيل مع الأسرى الفلسطينيين. 

خامس عملية تبادل منذ وقف إطلاق النار

تعد هذه خامس عملية تبادل بين الجانبين منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير، حيث تم إطلاق سراح 18 رهينة وأكثر من 550 أسيراً فلسطينياً خلال تلك الفترة. 

وكان المراقبون قد أعربوا عن قلقهم من أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل الفلسطينيين من غزة قد يهدد الاتفاق الهش. 

وتنص المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار على إطلاق سراح 33 رهينة ونحو 2000 أسير فلسطيني، إضافة إلى عودة النازحين إلى شمال غزة وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني دماراً واسعاً.

كما شهد الأسبوع الماضي خروج عدد من الجرحى الفلسطينيين للعلاج في مصر، وهي المرة الأولى التي يُسمح لهم بذلك منذ أيار/مايو الماضي. 

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.