نشرت في •آخر تحديث
أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، يوم الأربعاء، محادثة هاتفية استمرت قرابة الـ 50 دقيقة، تطرقا خلالها إلى ملف تهريب الفنتانيل والتبادل التجاري بين البلدين، وفقاً لمصدر كندي.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن فرقًا من البلدين ستواصل إجراء المناقشات في وقت لاحق من نفس اليوم. وأشار المصدر أيضًا إلى أن وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك ونائب الرئيس جيه دي فانس كانا حاضرين في المكالمة.
وفي منشور عبر منصته “تروث سوشال”، كشف ترامب عن تفاصيل المكالمة الهاتفية مع ترودو، مشيرًا إلى أن الأخير تواصل معه للاستفسار عن إمكانيات حل الخلاف المتصاعد بشأن التعريفات الجمركية بين البلدين. وأوضح ترامب أنه رد على ترودو بالتأكيد على أن الفنتانيل القادم عبر الحدود الكندية والمكسيكية تسبب في وفاة العديد من الأمريكيين، وأنه لا يرى أي دليل يثبت توقف هذه المشكلة.
وأضاف ترامب أن ترودو حاول طمأنته بأن الوضع “قد تحسن”، لكنه رد عليه قائلاً: “هذا لا يكفي!”. وأكد أن المكالمة انتهت “بطريقة ودية إلى حد ما”، لكنه استغرب من عدم قدرة ترودو على تحديد موعد الانتخابات الكندية المقبلة، معتبرًا أن رئيس الوزراء الكندي يحاول استغلال هذا الملف للبقاء في السلطة.
وفي ختام منشوره، كرر ترامب هجومه على ترودو، قائلًا: “لقد أخبرته بوضوح أنه المسؤول عن المشكلات التي نواجهها مع كندا، بسبب سياساته الضعيفة التي سمحت بتدفق الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، متسببة في خسائر بشرية كبيرة”.
وهذه المحادثة هي الأولى بين ترودو وترامب منذ إعلان الأخير أمس فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية، مهددًا باتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية. في خطوة أشعلت حربًا تجارية بين البلدين.
وردًا على ذلك، أعلن ترودو عن رسوم مضادة بالقيمة نفسها، في خطوة زادت من حدة الأزمة.
وفي منشور عبر منصة “تروث سوشال”، سخر ترامب مجددًا من ترودو، واصفًا إياه بـ”الحاكم ترودو”، في إشارة إلى كندا وكأنها ولاية أمريكية. وكتب قائلاً: “”أخبروا ترودو، حاكم كندا، أنه بمجرد فرضه رسومًا انتقامية على الولايات المتحدة، ستزداد الرسوم التبادلية فورًا وبالقيمة نفسها!”.
تداعيات اقتصادية ومساعٍ كندية لاحتواء الأزمة
في محاولة لاحتواء التداعيات، تسعى كندا لإقناع ترامب بالتراجع عن قراره الذي يهدد اتفاقيات التجارة الحرة بين البلدين. ومن المتوقع أن ينظر ترامب في إمكانية إدخال بعض التعديلات على الإجراء الذي أقره قبل يوم واحد فقط.
وقد أثرت التعريفات الجديدة بشكل مباشر على الأسواق المالية، حيث تسببت الضريبة البالغة 25% على جميع السلع الكندية تقريبًا في زعزعة الأسواق وثقة المستهلكين على جانبي الحدود.
وفي غضون 12 ساعة فقط، قدم مستشارو ترامب تصريحات متضاربة حول إمكانية التوصل إلى حل وسط، لكنهم عادوا ليؤكدوا أن التعريفات ستظل سارية، وإن كان هناك احتمال لخفضها.
ومع تراجع سوق الأسهم الأمريكية عقب فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، أعلن وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك أنه يعمل على وضع خطة تهدف إلى إيجاد تسوية بشأن التعريفات الجمركية، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل حول ماهية هذه الخطة أو كيفية تنفيذها.
وفي تصريحاته يوم الأربعاء، شدد لوتنيك على أن “التعريفات الجمركية ستُفرض، لنكن واضحين”، إلا أنه ألمح إلى احتمال إعفاء بعض القطاعات من الرسوم الجمركية بحلول 2 نيسان/أبريل، وهو الموعد الذي حددته إدارة ترامب لفرض مزيد من الرسوم على الدول التي تعتبرها تمثل تهديدًا للاقتصاد الأمريكي.
