هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في ظل تصاعد التوترات بين بولندا والولايات المتحدة، دافع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن وزير خارجيته، رادوسواف سيكورسكي، بعد تعرضه لانتقادات حادة من قبل المعارضة بسبب مشاداته مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والملياردير إيلون ماسك على منصة “إكس”.

اعلان

وقال توسك إن سيكورسكي “شرح بهدوء المصالح الوطنية البولندية لمسؤولين من دولة أخرى”، منتقدًا حزب القانون والعدالة المحافظ (PiS) لمهاجمته الوزير.

واندلع الخلاف يوم الأحد عندما ردّ سيكورسكي على منشور لماسك ذكر فيه إمكانية إيقاف تشغيل نظام “ستارلينك” الذي يوفر الإنترنت عالي السرعة في المناطق النائية أو التي تشهد أزمات، مثل أوكرانيا.

وأشار سيكورسكي إلى أن وزارة الرقمنة البولندية تموّل نصف عدد محطات “ستارلينك” البالغ عددها 42 ألفًا في أوكرانيا، بتكلفة تصل إلى 50 مليون دولار سنويًا، محذرًا من أن أي توقف للخدمة سيدفعهم للبحث عن بدائل.

وكتب الوزير البولندي: “بصرف النظر عن الجانب الأخلاقي المتمثل في تهديد ضحية العدوان، إذا أثبتت “سبيس إكس” أنها مزود غير موثوق، فسنضطر للبحث عن موردين آخرين”.

وبناء عليه، رد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بقوة، نافيًا أي نية لماسك لإيقاف الخدمة، وطالب سيكورسكي بأن “يقول شكرًا”.

لكن ماسك ذهب إلى أبعد من ذلك، مخاطبًا الوزير البولندي بلهجة ساخرة: “اصمت أيها الرجل الصغير. أنت تدفع جزءًا ضئيلًا من التكلفة. ولا يوجد بديل لـ’ستارلينك'”.

كما هاجم حزب القانون والعدالة المعارض تصريحات سيكورسكي، حيث كتب الوزير السابق ميخال فويجيك على “إكس”: “بولندا تدار من قبل حكومة غير جادة… تسيء إلى الإدارة الأمريكية”.

واقترح نائب وزير الخارجية السابق بافيل يابلونسكي أن يتم “أخذ حساب سيكورسكي على تويتر منه”، مضيفًا: “ويُفضَّل أن يحدث ذلك قبل أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من بولندا”.

أوكرانيا: “استثمار في الأمن”

يُذكر أن حزب القانون والعدالة كان من أشد داعمي الرئيس الأمريكية دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، حيث تمتع الحزب بعلاقات وثيقة مع واشنطن آنذاك.

وفي مواجهة الانتقادات، دافع توسك عن وزير خارجيته، مشددًا على أهمية احترام الشركاء والحلفاء، وكتب على “إكس”: “القيادة الحقيقية تعني احترام الشركاء والحلفاء، حتى لو كانوا أصغر وأضعف. وليس الغطرسة أبدًا. أصدقائي الأعزاء، فكروا في ذلك”.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية البولندية لوكالة الأنباء الرسمية أن “هذه المناقشة ربما جعلت الرأي العام الأمريكي يدرك أن الولايات المتحدة لا تدفع كل التكاليف… وأن دعم أوكرانيا ليس مجرد خسارة، بل استثمار في الأمن”.

البحث عن بدائل لـ”ستارلينك”

وتُعدّ محطات “ستارلينك” عنصرًا أساسيًا في العمليات العسكرية الأوكرانية منذ بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير/ شباط 2022.

ورغم تأكيدات روبيو وماسك بأن الخدمة لن تتوقف، تبحث المفوضية الأوروبية عن خيارات بديلة للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في أوكرانيا، وسط مخاوف من استخدام ماسك للخدمة كورقة ضغط لإجبار كييف على قبول تسوية سياسية.

في سياق متصل، تتداول تقارير حول صفقة محتملة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تتعلق بالمعادن الأرضية النادرة، ومن المتوقع مناقشة الأمر خلال محادثات السلام التي تُعقد هذا الأسبوع في السعودية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.