أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي باتفاق دمج تنظيمه ضمن الدولة السورية، بينما ينتظر أن يتوجه رتل من وزارة الدفاع السورية إلى الحسكة مع بدء تنفيذ التفاهمات.

ففي منشور عبر منصة “إكس”، ووصف عبدي الاتفاق بأنه فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار.

وتحدث عن العمل سويا لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات الشعب السوري في العدالة والاستقرار.

وأكد عبدي أن تنظيمه ملتزم ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة.

ويشكل الأكراد المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، وهي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد، حيث توجد أغلب حقول النفط والغاز، وتدعمها واشنطن عسكريا وسياسيا.

ويشكل المكون العربي أكثر من 60% من سكان مناطق “الإدارة الذاتية” الخاضعة للأكراد، وفق الباحث في الشأن السوري فابريس بالانش.

بنود الاتفاق

وكانت الرئاسة السورية أعلنت مساء أمس الاثنين توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

ويتكون الاتفاق من 8 بنود، ويُفترض أن تعمل لجان مشتركة على إتمام تنفيذه قبل نهاية العام.

وأوضحت الرئاسة السورية أن الاتفاق جاء بعد اجتماع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، موضحة أنه ينص على ضمان حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية.

كما ينص على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، وأن المجتمع الكردي أصيل في الدولة وحقه مضمون في المواطنة والدستور.

وقالت الرئاسة السورية إن الاتفاق ينص كذلك على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن عسكريين أميركيين توسطوا بين قوات سوريا الديمقراطية وما وصفتها بالجماعات المتمردة.

وقال المسؤولون إن الوساطة شملت الفصائل المدعومة من تركيا منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

تنفيذ التفاهمات

وبموجب الاتفاق، ستصبح المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا خاصعة للحكومة السورية.

وبعيد الإعلان عن الاتفاق، قالت مصادر للجزيرة إن رتلا من وزارة الدفاع السورية سيتوجه إلى الحسكة بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن قوات وزارة الدفاع ستعمل على استلام السجون من قوات “قسد”.

ولا يحدد الاتفاق كيف سيتم دمج العمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في وزارة الدفاع السورية، وهي نقطة رئيسية شائكة في المحادثات حتى الآن، بحسب وكالة رويترز.

كما لم يشر الاتفاق إلى تسليم السلاح أو حل التشكيل العسكري الذي تهمين عليه الوحدات الكردية.

وأشارت وكالة رويترز إلى أن الاتفاق يأتي بعد دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبد الله أوجلان إلى حل الحزب وإلقاء السلاح، في خطوة رحب بها أكراد سوريا.

ونقلت الوكالة عن آرون لوند الباحث في مركز سينشري إنترناشونال ومقره الولايات المتحدة أن الاتفاق بالنسبة إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي يشكل “تحوطا” ضد خطر سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة قوات بلاده من سوريا.

ترحيب شعبي

وقد لقي الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ترحيبا شعبيا، إذ خرجت مَسيرات في عدة محافظات ابتهاجا بهذه الخطوة.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن مناطق سيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور والرقة والحسكة شهدت مَسيرات وإطلاقا كثيفا للرصاص احتفالا بتوقيع الاتفاق.

وأضافت المصادر أن مظاهر الفرح في تلك المناطق شملت أيضا مظاهرات بالسيارات والدراجات النارية احتفالا بتوقيع الاتفاق بين الجانبين.

كما شهدت العاصمة دمشق وحلب وحماة وحمص ودير الزور وطرطوس احتفالات شعبية.

وردد المتظاهرون شعارات تؤكد على الوحدة الوطنية وإفشال مخططات التقسيم.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.