هذا المقال نشر باللغة الإيطالية

استجابةً لدعوة الصحفي ميشيل سيرا، شارك الآلاف في مظاهرة تأييد لأوروبا وللقيم التي تأسست عليها قبل عشران السنين.

اعلان

احتشد عشرات الآلاف يوم السبت في ساحة ديل بوبولو وسط روما للمشاركة في مظاهرة “ساحة واحدة لأوروبا.. مدن كثيرة، صوت واحد”، التي جاءت استجابةً لدعوة الصحفي ميشيل سيرا لإحياء القيم التأسيسية للاتحاد الأوروبي، المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. وقد لاقت دعوته دعمًا واسعًا من شخصيات سياسية بارزة، من بينهم رؤساء بلديات وأعضاء مجلس الشيوخ رينزو بيانو، ليليانا سيجري، وإيلينا كاتانيو.

انطلقت الفعالية وسط أجواء حماسية على أنغام نشيد الفرح، بينما رفرفت في الساحة أعلام الاتحاد الأوروبي وأعلام السلام وأعلام فلسطين، إلى جانب لافتات منددة بعدم المساواة الاجتماعية، كما استُهدِف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمجسم ساخر يحمل دمية ذات فمٍ مليء بالنقود، في إشارة رمزية إلى سياسات المال والسلطة.

سيرا: دعونا نتحرك قبل فوات الأوان

في كلمته الافتتاحية، شدد ميشيل سيرا على أهمية الحراك الشعبي في مواجهة التحديات الراهنة، قائلًا: “نحن كثيرون لأننا بشر، نحن مختلفون لكننا متحدون”، مشيرًا إلى أن المظاهرة لم تكن مدعومة من أي حزب سياسي، رغم حضور أعضاء بارزين من الأحزاب اليسارية مثل الحزب الديمقراطي، بيو أوروبا، أليانزا فيرسي، سينيسترا إيطاليانا، وأزيوني.

وأضاف: “إذا لم نتحرك الآن، فقد نجد أنفسنا مأسورين تحت راية واحدة فقط، راية بطاقة الائتمان.. وهي علم ترامبوحكومته من المليارديرات”، محذرًا من أن القيم الأوروبية الأساسية، مثل السلام والحرية، قد تصبح مجرد كلمات فارغة ما لم يتم الدفاع عنها بجدية. وأكد أن “هذه الساحة لا تقدم إجابات جاهزة، لكنها تطرح أسئلة واضحة، نحن هنا لنواجه أنفسنا، ونسائل من يحكمنا في إيطاليا وأوروبا”.

غوالتيري: أوروبا تجعلنا أكثر وحدة

من جانبه، شدد عمدة روما، روبرتو غوالتيري، على ضرورة أن تكون أوروبا قائمة على روح التضامن لا الشعبوية، مضيفًا: “كل شخص هنا لديه قناعاته الخاصة، لكننا جميعًا نحمل راية أوروبا، لأننا نؤمن بأنها السبيل لحماية حقوقنا الشخصية والاجتماعية”.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى أوروبا أقوى تعزز وحدتنا، فأوروبا وحدها تستطيع استعادة سيادتنا، ويجب أن تكون أوروبا المستقبل راعيةً للسلام. إنه تحدٍّ لم يعد بإمكاننا تأجيله، ونحن هنا لنخوضه معًا.. مرحى لأوروبا!”.

فيكيوني: أوروبا مشروع مستمر من التطور

لم يكن الحراك مقتصرًا على السياسيين، بل شارك أيضًا فنانون وشخصيات ثقافية بارزة، من بينهم فرقة إنداكو الرباعية، لوسيانا ليتيزيتو، كلاوديو أميندولا، دانيال بيناك، نيف وسايا.

وفي مداخلة قوية، قال المغني وكاتب الأغاني روبرتو فيكيوني: “أوروبا ليست فكرة جامدة، بل مشروع مستمر من التطور والتغيير.. الديمقراطية ليست مثالية، بل تحتاج دائمًا إلى تصحيح مسارها. على عكس اليمين المتطرف، الذي لا يسعى إلا للهيمنة والقمع”.

وتابع مؤكدًا على الفرق بين السلام والسلمية: “من يخلط بين الاثنين إما لم يفهم الأمر، أو يتجاهله عمدًا.. لا يمكن القبول بأي نوع من السلام، نحن دعاة سلام لأننا نؤمن بثقافتنا وقيمنا، لكننا لسنا دعاة استسلام”.

بحسب المنظمين، شارك أكثر من ثلاثين ألف شخص في المظاهرة، ما أدى إلى إغلاق الساحة بعد بلوغ الحد الأقصى للحضور تفاديًا لأي مخاطر أمنية. وسط هذه الأجواء، أكدت روما مجددًا أن صوت أوروبا لا يزال قويًا، وأن روحها الوحدوية ما زالت نابضة بالحياة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.