أعلنت جماعة أنصار الله في اليمن الأحد عن مقتل شخصين على الأقل في غارات جوية أمريكية ليلية على مدينة صعدة، معقل الحوثيين.
وأدت الغارات إلى إصابة تسعة آخرين، وفقًا لقناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة، والتي بثت لقطات تظهر ما خلفته غارة جوية أدت إلى انهيار ما بدا أنه مبنى مكون من طابقين. لكن لم تعرض قناة المسيرة أي لقطات من داخل المبنى، الذي وصفته بأنه متجر للطاقة الشمسية.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد كثف مؤخرًا الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف الحوثيين بسبب الهجمات التي يشنّونها على الملاحة في البحر الأحمر عل خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس. وقد قُتل في هذه الغارات ما لا يقل عن 69 شخصًا، وفقًا لحصيلة الضحايا التي نشرها الحوثيون.
إلا أن جماعة أنصار الله لم تعترف حتى الآن بفقدان أي من قياداتها الأمنية والعسكرية في تلك الغارات – وهو ما فنّده مقطع فيديو نشره ترامب على الإنترنت.
ترامب ينشر لقطات تشير إلى أن قادة المتمردين تعرضوا للقصف
في وقت مبكر من يوم السبت، نشر الرئيس الأمريكي فيديو بالأبيض والأسود صوّرته طائرة بدون طيار لمجموعة من أكثر من 70 شخصًا متجمعين في دائرة. وحسب مقطع الذي تبلغ مدته 25 ثانية، يمكن مشاهدة حدوث انفجار خلّف حفرة هائلة.
وزعم ترامب أن “هؤلاء الحوثيين تجمعوا لتلقي التعليمات بشأن تنفيذ هجوم”، لكن الئيس الأمريكي لم يقدم أي تفاصيل عن موقع الغارة للهجوم أو أي معلومات أخرى عن الضربة. ومضى ترامب بالقول: “عفوًا، لن يكون هناك هجوم من قبل هؤلاء الحوثيين! ولن يغرقوا سفننا مرة أخرى!”
رغم هذا، فإن القيادة المركزية للجيش الأمريكي، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، لم تنشر الفيديو، ولم تقدم أي تفاصيل محددة حول الضربات التي نفذتها منذ 15 مارس/آذار. وقال البيت الأبيض أن هناك أكثر من 200 غارة حتى الآن استهدفت الحوثيين.
وقد فندت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها المتمردون ادعاء الولايات المتحدة بأن قادة المتمردين الحوثيين كانوا مستهدفين في الغارة، وقالت إن القصف استهدف “زيارة اجتماعية للعيد في محافظة الحديدة”. حيث تزامنت الغارة مع احتفال المسلمين في جميع أنحاء العالم بعيد الفطرونهاية شهر رمضان.
وكانت الوكالة قد نشرت صورًا للقاء بين قادة من الحوثيين ومجموعة من المقاتلين خلال العيد، ولكن دون حضور أي من كبار المسؤولين.
وجاء في تقرير “سبأ” أنه لا علاقة للحاضرين في ذلك التجمع بالعمليات التي يقوم بها (الحوثيون) الذين ينفذون “حظرا على السفن المرتبطة بالعدو الأمريكي والإسرائيلي” حسب تعبيرالوكالة التي أفادت بأن الهجوم قد أسفر عن مقتل وجرح “العشرات”.
إلا أن الجماعة لم تعترف في السابق بحدوث أي غارة على الحديدة خلال تلك الفترة ولا بسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا. كما لم يصف تقرير “سبأ” القتلى بأنهم مدنيون، مما يشير إلى أنهم كانوا على صلة بالقوات الأمنية أو العسكرية التابعة للمتمردين. ولطالما كانت الحديدة نقطة انطلاق لهجمات الحوثيين في مياه البحر الأحمر.
وقد توسعت العمليات الأمريكية الجديدة ضد الحوثيين في عهد ترامب مقارنة بفترة ولاية الرئيس السابق جو بايدن، حيث انتقلت واشنطن من استهداف مواقع إطلاق الصواريخ إلى استهداف القيادات وإلقاء القنابل على المدن.
بدأت الحملة الجديدة من الضربات الجوية بعد أن هدد المتمردون بالبدء باستهداف السفن “الإسرائيلية” مرة أخرى بسبب منع الدولة العبرية دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وحتى الآن، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة، ما أدى إلى إغراق اثنتين منها ومقتل أربعة بحارة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى يناير/كانون الثاني من العام الجاري. كما شنوا هجمات استهدفت سفنًا حربية أمريكية دون إحداث أضرار.
ولا يوجد أي مؤشر على توقف هذه الحملة في الوقت الذي قالت فيه إدارة ترامب مراراً وتكراراً إن غاراتها الجوية على الحوثيين هي سعي للضغط على إيران، الداعم الرئيسي للجماعة، بسبب برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.