اعلان

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، عن هدنة مؤقتة بمناسبة عيد الفصح، دخلت حيز التنفيذ مساء السبت، ومن المقرر أن تستمر حتى منتصف ليل أحد.

وجاء إعلان بوتين بعد يوم من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا “بلغت ذروتها”.

إلا أن كييف أعربت عن شكوكها في وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الفصح، معتبرة أن السلام الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد وقف مؤقت للقتال.

في قرية لوكاشيفكا بمنطقة تشيرنيهيف، التي احتلتها القوات الروسية لفترة وجيزة في عام 2022، توافد المصلون في وقت مبكر إلى كنيسة خشبية صغيرة بنيت العام الماضي لتلبية احتياجات المؤمنين، حاملين معهم سلال عيد الفصح التقليدية والكعك.

ومع طلوع الشمس، وقفوا بصمت في برودة الصباح، وخلفهم يلوح ظل الكنيسة المدمرة بلا سقف، وجدرانها الشاحبة مشوهة بشظايا القصف.

وظهر كاهن الكنيسة، سيرهي زيزول، في مشاهد مصورة وهو يسير بينهم وهو يهتف “المسيح قام!” ويرش الماء المقدس على السلال.

وقد حضر عدد أكبر من المعتاد إلى باحة الكنيسة المتضررة هذا الأحد، بعضهم جاء من مدن أخرى إلى لوكاشيفكا لإحياء عيد الفصح، خوفا من أن تستهدف القوات الروسية التجمعات الكبيرة، لا سيما بعد سلسلة من الضربات الصاروخية الأخيرة التي أودت بحياة العشرات من المدنيين.

ولمدة 26 عاما، اعتادت أولها رودينو، البالغة من العمر 44 عاما، حضور القداس في مدينة تشيرنيهيف المجاورة، حيث تزوجت.

لكن يوم الأحد، بينما كانت تعد سلة عيد الفصح في لوكاشيفكا، قالت: “لا أعتقد أن وقف إطلاق النار ممكن، والإيمان بذلك ليس سوى خداع للذات”.

وأضافت: “لا أعلم كم من الوقت ينبغي أن يمر كي أتمكن من تصديق أن هدنة حقيقية قد تتحقق”.

يتطلب إعادة ترميم الكنيسة الأصلية، التي تعد معلما معماريا من القرن العشرين، مئات الآلاف من الدولارات، وهي ميزانية لا يمتلكها المجتمع في ظل استمرار الحرب.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، تضررت أو دمرت نحو 530 كنيسة في أنحاء البلاد، وقتل ما لا يقل عن 25 من رجال الدين، وفقا لما ذكره روسلان خاليكوف، رئيس مشروع “الدين تحت النار” الذي يوثق جرائم الحرب الروسية بحق المجتمعات الدينية.

قال كاهن الكنيسة، سرحي زيزول: “الكنيسة المدمرة هي روح الجماعة المحطمة”، مضيفا: “عندما تسقط الكنائس، يبدأ القلب والجوهر الذي يوحد الناس في الانهيار”.

وتزايدت الشكوك حول إمكانية تحقيق هدنة بين روسيا وأوكرانيا، حيث لم تسفر الجهود التي تقودها الولايات المتحدة عن أي تقدم حتى الآن.

وقد رفضت موسكو عمليا مقترح هدنة شاملة مدعوم من ترامب ووافقت عليه كييف، وربطت أي اتفاق بوقف تعبئة القوات في أوكرانيا ووقف الإمدادات الغربية من الأسلحة — وهي شروط ترفضها جارتها، خشية أن تمنح روسيا فرصة لإعادة تجميع قواتها وتصعيد القتال.

اعلان

وقال زيزول: “برأيي الشخصي، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار. وحتى لو حصل، فلا توجد تفاصيل واضحة عن الأماكن التي سيطبق فيها. على الجبهة، جنودنا لا يزالون يقاتلون”.

ومع ذلك، يرى الكاهن أن الاحتفال بعيد الفصح وسط الركام هو شهادة على صمود الإيمان في وجه الحرب.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.