اعلان

وجّه وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، يوم الأربعاء، انتقادًا حادًا لروسيا بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا، متسائلًا: “أليس لديكم ما يكفي من الأراضي؟”.

وفي خطاب سنوي ألقاه أمام مجلس النواب في البرلمان البولندي، تناول سيكورسكي الوضع الصعب الذي تواجهه بولندا مع استمرار الحرب عبر الحدود وخطر توسع النزاع، محذرًا من “تفكك” الوحدة الغربية.

وتعتبر وارسو أحد الداعمين الرئيسيين لكييف، حيث استخدم سيكورسكي كلمته لانتقاد روسيا وقادتها بشكل صريح. وقال: “أليس لديكم ما يكفي من الأراضي؟ إحدى عشرة منطقة زمنية ولا تزال غير كافية؟ اهتموا بحكم ما هو داخل حدودكم بشكل أفضل وفقًا للقانون الدولي”.

وأضاف، “استقرت مشاعر القلق في المنازل البولندية، وسط تساؤلات متصاعدة حول مستقبل الأمن الإقليمي. هل أصبحت بولندا أيضًا عرضة لخطر العدوان الروسي؟ وهل تتجه العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة نحو أزمة؟ وهل بوسع أوروبا تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل سريع؟”.

وتسعى بولندا والحلفاء الأوروبيون إلى تعزيز دفاعاتهم، مدفوعين بمخاوف من أن العدوان الروسي قد لا يقتصر على أوكرانيا فحسب، بالإضافة إلى التصريحات الصادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تشير إلى أن أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد الكامل على الدعم الأمريكي في مجال الأمن.

بولندا تتصدر الدول الأعضاء في حلف الناتو من حيث نسبة الإنفاق على الدفاع مقارنة بناتجها المحلي الإجمالي، لتتجاوز بذلك حتى الولايات المتحدة. وتخطط البلاد لرفع هذه النسبة إلى 4.7% خلال العام الحالي، مع هدف الوصول إلى 5% بحلول عام 2026.

وعلى الرغم من أن سيكورسكي لم يذكر ترامب بالاسم، إلا أن خطابه حمل ضمنيًا انتقادًا للتنازلات التي أبدى استعداده لتقديمها لروسيا، في إطار محاولاته لإنهاء الحرب الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أدلى ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، زعم فيها أن كييف “لم يكن ينبغي أن تبدأ الحرب”، كما أعرب عن احتمالية أن تصبح أوكرانيا “روسية يومًا ما”، وطرح شكوكًا حول شرعية حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب تعليقات أخرى أثارت جدلًا واسعًا.

كما تخلى ترامب عن الموقف الأمريكي التقليدي القائم على عزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، وباشر محادثات مباشرة مع موسكو، معبرًا عن مواقف تبدو متطابقة إلى حد كبير مع مواقف الكرملين.

من جانبه، قال سيكورسكي، إن أكبر تهديد لبولندا يتمثل في “تفكك المجتمع الغربي”. كما وجه تحذيرًا صريحًا لروسيا من “أوهام الهيمنة”.

وأضاف سيكورسكي: “لن تحكموا هنا أبدًا مرة أخرى، لا في كييف، ولا في فيلنيوس، ولا في ريغا، ولا في تالين، ولا في كيشيناو”. وأكد أن “الإمبريالية الروسية هي عدونا. هذه هي سياستنا تجاه بوتين هذه الأيام، ولن يكون لدينا غيرها”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.