أكد وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا، أنه لم يتم تلقي تقارير عن انهيار المباني في أعقاب الزلزال الذي هز مدينة إسطنبول يوم الأربعاء، رغم وجود أضرار مسجلة في بعض المباني.
وجاء تصريحه بعد أن ضرب زلزال بقوة 6.2 درجة أولية المدينة والعديد من المناطق الأخرى، وفقًا لما أعلنته وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد).
ولم ترد تقارير فورية عن أضرار جسيمة أو إصابات في العاصمة التي يقطنها 16 مليون نسمة.
تفاصيل الزلزال وتأثيره
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، كان الزلزال ضحلًا، حيث بلغ عمقه 10 كيلومترات فقط (حوالي 6 أميال)، وكان مركزه على بعد نحو 40 كيلومترًا (25 ميلاً) جنوب غرب إسطنبول، في بحر مرمرة. شعر بالهزة السكان في المحافظات المجاورة: تكيرداغ، يلوفا، بورصة، وباليكسير، وكذلك في مدينة إزمير الواقعة جنوب إسطنبول بنحو 550 كيلومترًا. كما سُجلت عدة هزات ارتدادية، من بينها واحدة بلغت قوتها 5.3 درجة.
ووقع الزلزال في تمام الساعة 12:49 مساءً خلال عطلة رسمية، حيث كان العديد من الأطفال خارج المدارس يحتفلون في الشوارع. أثار الحادث حالة من الذعر الواسع في إسطنبول، التي تعيش حالة ترقب دائم بسبب التهديد المستمر لزلزال كبير. هرع السكان المذعورون من منازلهم ومبانيهم إلى الشوارع، بينما حثت وكالة “آفاد” المواطنين على تجنب الاقتراب من المباني.
مشاهد الهلع والارتباك
وفي منطقة زيتينبورنو، أصيب بعض الأشخاص بعد أن قفزوا من المباني، حسبما أفاد عمدة المنطقة عمر أريسو لشبكة NTV التركية. وفي منطقة الفاتح التاريخية، التي تضم المسجد الأزرق ومسجد آيا صوفيا الكبير، انهار مبنى سكني قديم ومهجور، وفقًا لتقارير الشبكة ذاتها.
أما في محافظة كوتشوك تشك ميجي، فقال العمدة كمال تشيبي لـ NTV إن “لا تطورات سلبية حتى الآن”، لكنه أشار إلى وجود اختناقات مرورية كبيرة، مؤكدًا أن العديد من المباني كانت معرضة للخطر منذ فترة بسبب الكثافة السكانية العالية في المنطقة.
شهادات من قلب الحدث
وروت ليلى أوجار، وهي مدربة شخصية، كيف كانت تمارس الرياضة مع طالبتها في الطابق العشرين من أحد المباني عندما شعروا بهزة عنيفة. وقالت: “اهتززنا بشكل لا يصدق. القوة ألقت بنا هنا وهناك، لم نفهم ما الذي يحدث، ولم نفكر في البداية في زلزال بسبب صدمة الحدث. كان الأمر مخيفًا للغاية.”
من جانبه، قال سنول ساري، البالغ من العمر 51 عامًا، وهو أحد السكان الذين لجؤوا إلى حديقة قريبة من منزله، لوكالة الأسوشييتد برس إنه كان مع أطفاله في غرفة الجلوس بشقته في الطابق الثالث من مبنى سكني عندما سمع صوتًا عاليًا وهزّ المبنى.
وأضاف: “قمنا فورًا بحماية أنفسنا من الزلزال وانتظرنا حتى انتهى، ثم خرجنا بهدوء من المنزل. بالطبع كنا خائفين أثناء الزلزال. كنا قلقين من أن يستمر. وبما أن زلزال إسطنبول الكبير هو زلزال متوقع، فإن مخاوفنا مستمرة.”
خوف يلازم السكان
وقال جيهان بوزتيب، البالغ من العمر 40 عامًا، الذي هرع إلى الشوارع مع عائلته لتجنب انهيار محتمل، إنه كان يعيش في محافظة بتمان، وهي منطقة قريبة من الجزء الجنوبي من تركيا حيث ضربت الزلازل في عام 2023، وإن الزلزال الذي حدث يوم الأربعاء كان أضعف ولم يكن خائفًا بنفس الدرجة.
وأضاف: “في البداية تعرضنا للهز، ثم توقف، ثم تم هزنا مرة أخرى. أطفالي كانوا خائفين قليلاً، لكنني لم أكن كذلك. بسرعة جمعنا أغراضنا ونزلنا إلى مكان آمن. لو تركت لي الخيار، لكنا عدنا بالفعل إلى المنزل.”
مخاوف تاريخية من زلزال مدمر
وتعتبر تركيا واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل، حيث تعبرها خطوط صدع رئيسية. في 6 فبراير 2023، دمّر زلزال بقوة 7.8 درجة وأخرى قوية أعقبته بعد ساعات، مئات الآلاف من المباني في 11 محافظة جنوبية وجنوب شرقية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 53,000 شخص. كما قتل 6,000 آخرون في أجزاء الشمال من سوريا المجاورة.