اعلان

وقد توقعت قناتا CBC وCTV الكنديتان بقاء كارني في منصبه، محققًا انتصارًا دراماتيكيًا بعدما تولى قيادة الحزب الليبرالي، متأخرًا في استطلاعات الرأي بفارق رقمين عن حزب المحافظين المعارض الرئيسي.

وفي خطاب ألقاه صباحًا، حذّر كارني من أن كندا تعيش واحدة من “اللحظات المفصلية في تاريخها”، وقال أمام أنصاره: “الرئيس ترامب يحاول تحطيمنا لتتمكن أمريكا من السيطرة علينا، وهذا لن يحدث أبدًا”، مشيرًا إلى أن “العلاقة القديمة التي جمعتنا بالولايات المتحدة قد انتهت”.

وأضاف كارني: “لقد تأسس نظام التجارة العالمية المفتوحة، الذي كانت الولايات المتحدة ركيزته الأساسية، على مبادئ اعتمدت عليها كندا منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أنه لم يكن نظامًا مثاليًا، إلا أنه أسهم في تحقيق الازدهار. واليوم، يمكننا القول إنه قد انتهى”.

وتابع قائلًا: “هذه مآسٍ، لكنها تمثل واقعنا الجديد… لقد تجاوزنا صدمة الخيانة الأمريكية، ولكن ينبغي ألا ننسى الدروس التي تعلمناها”.

ومن المتوقع أن يتفوق الحزب الليبرالي على منافسه المحافظ في مجلس النواب المكون من 343 مقعدًا في البرلمان. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان كارني، الاقتصادي المخضرم الذي تحول إلى سياسي، سيشكل حكومة أغلبية أو أقلية، فيما يحتاج الحزب إلى الفوز بـ 172 مقعدًا في مجلس النواب للحصول على الأغلبية.

وفي الوقت الحالي، تتوقع وسائل الإعلام الكندية أن يحصل حزب كارني على 161 مقعدًا، فيما يقترب منه حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفر، والذي من المتوقع أن يحصد 150 مقعدًا.

وتمثل الانتخابات أيضًا هزيمة للمحافظين الكنديين الذين كانوا يتوقعون تحت قيادة بويليفر أن يعودوا إلى السلطة حتى جاءت الأزمة الدبلوماسية والتجارية التي أعقبت إعادة تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتضعف بشكل كبير جاذبية التأرجح الشعبوي نحو اليمين.

وكانت شعبية ترودو قد تراجعت بشكل حاد في السنوات الأخيرة من ولايته، بعدما تلقى الحزب سلسلة خسائر في الانتخابات الفرعية، إلى جانب استقالات وزارية بارزة، ما دفعه في نهاية المطاف إلى إعلان استقالته في كانون الثاني/يناير من هذا العام.

ومع ذلك، رد ترودو على تهديدات ترامب ضد كندا في المرحلة الأولى من رئاسته بخطاب صارم ووطني غير متوقع استعاد على الفور الدعم الذي فقده.

وحقق كارني، المحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا المركزي، فوزًا ساحقًا في السباق لخلافة ترودو كزعيم للحزب الليبرالي، ونجح في الاستفادة من الارتفاع اللافت بشعبية التيار الليبرالي.

ومن المتوقع أن تفوز “كتلة كيبيكوا” بـ 23 مقعدًا، والحزب الديمقراطي الجديد بـ 8 مقاعد، بينما يبدو أن حزب الخضر سينال مقعدًا واحدًا لا أكثر.

ضغوط ترامب على كندا

منذ عودته إلى السلطة في نهاية كانون الثاني/يناير، وضع ترامب كندا في صلب اهتمامه. فقد دأب هو وعدد من مسؤولي إدارته على الإشارة إلى كندا باعتبارها “الولاية الحادية والخمسين” المحتملة للولايات المتحدة، فيما لم يتردد ترامب في السخرية من سلف كارني، واصفًا إياه بـ”الحاكم ترودو“، بدلًا من رئيس الحكومة.

كما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على عدد من السلع الكندية. وقد دخلت بعض هذه التعريفات حيز التنفيذ، بينما تم تعليق بعضها الآخر أو التراجع عنها قبل تطبيقها رسميًا.

وقد أسهمت هذه الضغوط، إلى جانب تصريحات ترامب الغامضة ولكن ذات الطابع التهديدي حول احتمال ضم كندا إلى الولايات المتحدة، في دفع كارني إلى الإعلان عن أن طبيعة العلاقة بين البلدين قد تغيرت جذريًا.

وقال كارني في خطاب ألقاه في 28 آذار/مارس: “إن العلاقة التقليدية التي جمعتنا بالولايات المتحدة، على تعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون الوثيق في المجالات الأمنية والعسكرية، قد انتهت”.

اعلان

وأضاف: “من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا به. وقد نتمكن، عبر مفاوضات شاملة، من استعادة بعض الثقة، ولكن العودة إلى ما كان عليه الوضع سابقًا لم تعد ممكنة”.

المصادر الإضافية • Andrew Naughtie

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.