اعلان

مشهد مأساوي يتكرر يوميا منذ أن فرضت إسرائيل، قبل 60 يوما، حصارا خانقا على قطاع غزة، مانعة دخول الغذاء والوقود والأدوية وسائر المواد الأساسية، مما يهدد حياة الملايين وينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة.

في مشاهد مصورة، يظهر الأطفال وهم ينتظرون لساعات ليحصلوا على كميات ضئيلة من العدس المسلوق توزعها الفرق العاملة في المطبخ داخل أوعيتهم.

وفي تحذير مقلق، أعلنت المنظمات الأممية عن قرب نفاد مخزون الغذاء لدى وكالات الإغاثة، فيما باتت الأسواق شبه خالية، والأسر الفلسطينية تكافح يوميا لإطعام أطفالها.

ويعتمد نحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة حاليا بشكل رئيسي على الخضروات المعلبة، والأرز، والمعكرونة، والعدس. بينما اختفت اللحوم الطازجة ومنتجات الألبان والفواكه من الأسواق، وأصبح الخبز والبيض نادرين للغاية، وارتفعت أسعار المواد الغذائية القليلة المتبقية بشكل يجعلها بعيدة المنال عن معظم السكان.

واصبحت المطابخ الخيرية، التي تعد مئات الآلاف من الوجبات الساخنة يوميا، البديل الوحيد المتبقي. 

غير أن هذه المطابخ أيضا تواجه خطر التوقف، إذ أعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة الماضي، أنه سلم آخر ما تبقى من مخزونه الغذائي إلى 47 مطبخا، هي الأكبر في القطاع، محذرا من نفاد الوجبات خلال أيام معدودة.

وقال هاني أبو قاسم، من مطبخ رفح الخيري، إن العاملين كانوا يقدمون سابقا وجبات تحتوي على اللحوم والدجاج، لكنهم اليوم لا يملكون سوى العدس أو الأرز أو المعكرونة، مشيرا إلى أن الكميات جرى تقليصها لتغطية الطلب المتزايد. وأضاف: “الآلاف يأتون إلينا منذ ساعات الصباح الباكر للحصول على وجبة واحدة. واليوم ازداد العدد أكثر من أي وقت مضى”.

في مشهد آخر يعكس معاناة الغزيين اليومية، عاد يحيى أبو شعر إلى خيمة عائلته ومعه قدران صغيران من حساء العدس حصل عليهما بعد ساعات من الانتظار. وأضافت زوجته عبير بعض الخبز لتكثيف الحساء، قبل أن تقدمه لأطفالهم التسعة كوجبة رئيسية.

وتعبر عبير عن قلقها الشديد من غياب التنوع الغذائي، قائلة: “لا يتوفر لنا البروتين أو منتجات الألبان أو الفاكهة. هذا يؤثر على نمو أطفالنا وعقولهم. إنه وضع غير صحي على الإطلاق”.

ويحذر الأطباء من عواقب وخيمة لسوء التغذية الذي بدأ يتفاقم بالفعل. فقد أفادت الأمم المتحدة برصد 3700 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال في مارس/آذار، بزيادة بنسبة 80% مقارنة بالشهر السابق.

وأكد الدكتور أيمن أبو طير، رئيس قسم التغذية العلاجية في مستشفى ناصر بخان يونس، أن عدد حالات سوء التغذية الواردة ارتفع بشكل لافت، فيما أوضح الدكتور زياد مجايدة، طبيب أطفال في خان يونس، أن الأطفال يحتاجون يوميا إلى ما بين 1 إلى 2 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزنهم، وهي كميات لم يعد من الممكن توفيرها بسبب النقص الحاد في الغذاء.

وقال مجايدة: “اللحوم، والبيض، والأسماك، ومنتجات الألبان، جميعها غائبة عن الأسواق بعد إغلاق المعابر لأكثر من شهرين”.

ويعود الحصار الإسرائيلي إلى 2 مارس/آذار، حين فرضت إسرائيل قيودا مشددة على دخول المواد الأساسية، قبل أن تستأنف حربها في 18 مارس/آذار رغم وقف إطلاق النار الذي دام شهرين، مبررة ذلك بالضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن.

في المقابل، وصفت منظمات حقوق الإنسان الحصار بأنه “تكتيك تجويع” يعرض مجمل سكان القطاع للخطر، معتبرة إياه “جريمة حرب” محتملة بموجب القانون الدولي الإنساني.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.