اعلان

أكدت وزارة الخارجية السورية رفضها القاطع لما وصفته بـ”الدعوات غير الشرعية” التي أطلقتها جماعات مسلحة خارجة عن القانون، للمطالبة بتدخل دولي في الأراضي السورية.

واعتبرت دمشق في بيان لها، أن هذه الدعوات التي تأتي من جهات لا تعمل ضمن إطار الدولة ولا سيطرة مؤسساتها، تمثل محاولة لتدويل ملف يُفترض أن يُعالج داخليًا، مشيرةً إلى أنها تشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة البلاد واستقلالها.

وشددت على التزامها الكامل بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك الطائفة الدرزية التي أكدت أنها تبقى جزءًا أصيلاً من النسيج الوطني السوري.

كما أشادت بدور بعض مشايخ وعقلاء الطائفة في احتواء التوترات والحفاظ على السلم الأهلي.

وأعادت الخارجية السورية التأكيد على أن جميع القضايا ذات الطبيعة الوطنية يجب معالجتها عبر الآليات الداخلية فقط، ورفضت بشكل قاطع أي شكل من أشكال التدخل أو الإملاءات الخارجية، مؤكدة أن سيادتها ليست مجالًا للنقاش أو التفاوض.

دعوات جهادية لقتل الدروز

تصاعدت حدة التوترات الطائفية في ريف دمشق، مع تصاعد الاشتباكات العنيفة بين مجموعات مسلحة وأهالي بلدتي أشرفية صحنايا وصحنايا، مما أدى إلى إعادة ظهور الدعوات الجهادية عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تحرّض صراحة على العنف وقتل أبناء الطائفة الدرزية.

وتأتي هذه الدعوات على خلفية انتشار مقطع صوتي لم تُحسم هويته بعد، زُعم أنه يحتوي على إساءة للنبي محمد. بعض الجهات المتطرفة سارعت إلى اتهام شخص من الطائفة الدرزية بإنتاج هذا المقطع، ما أسفر عن موجة غضب شديدة ودفع نحو التصعيد المسلح في عدد من المناطق.

وشهدت بلدة جرمانا الثلاثاء الماضي أعمال عنف، تلتها الأربعاء محاولات اقتحام لأحياء في صحنايا وأشرفية صحنايا، بهدف زعزعة الوضع الأمني وارتكاب جرائم بحق المدنيين.

واستخدمت في الاشتباكات أسلحة ثقيلة، من بينها قذائف هاون، ما أدّى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

فتوى دينية: تحريم الدم السوري

في ظل هذا التصعيد الخطير، دعا مفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي إلى ضبط النفس ونبذ الكراهية، مؤكّدًا في بيان رسمي متلفز أن دم السوري محرم، وناشد السوريين تجنب الفتن لأنها تحصد الجميع، مشددًا على ضرورة عدم الاستماع إلى دعوات الثأر والانتقام.

ودعا إلى إطفاء الفتنة لحقن دماء جميع السوريين، وطالب المواطنين بعدم التفكير في الثأر والانتقام، والتمسك بالعدالة وتركها تأخذ مجراها بعيدًا عن ردود الأفعال التي تزيد الوضع توترًا.

من جانبهم، أعرب السكان المحليون في بلدة أشرفية صحنايا لـ”يورونيوز” عن مخاوفهم البالغة من أن تتطور الأحداث إلى أعمال طائفية منظمة قد تهدد النسيج المجتمعي في سوريا وتعمق الجراح القديمة. وطالب المواطنون الحكومة السورية باتخاذ خطوات فورية وحاسمة لحماية المدنيين ومنع انهيار الوضع الأمني بشكل أكبر.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.