اعلان

إنها المرة الأولى في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية التي يتولى فيها أمريكي السدة البابوية، وهو حدث رحّب به البيت الأبيض واعتبره ترامب “شرفًا عظيمًا”، غير أن التصريحات المرحبة لا تلغي المواقف السابقة للبابا الجديد، والتي اتّسمت بانتقاد واضح لنهج ترامب.

ما هو موقف البابا ليو الرابع عشر من ترامب؟

قبل تعيينه، وجّه البابا ليو الرابع عشر انتقادات واضحة لسياسات ترامب، لا سيما في ملفات الهجرة والعدالة الاجتماعية.

ففي شباط/ فبراير، أعاد نشر مقال بعنوان: “جي دي فانس مخطئ: لا يطلب منا يسوع أن نرتب حبنا للآخرين”، في نقد ضمني للخطاب السياسي القائم على التمييز بين فئات المجتمع.

وفي نيسان/ أبريل، أعاد نشر منشور يُعلّق على لقاء بين ترامب ورئيس السلفادور نجيب بوكيلي بشأن ترحيل أفراد عصابات إلى سجون متهمة بانتهاك حقوق الإنسان، جاء فيها: “ألا ترى المعاناة؟ ألا تحسّ بوخز الضمير؟”.

ورغم أن الحساب الذي صدرت عنه هذه الانتقادات لم يُنسبْ بشكل رسمي إلى البابا الجديد، فإن تلك المنشورات قد أثارت استياءً بين أوساط الجمهوريين المتشددين، الذين سارعوا إلى انتقاد اختياره بابا للفاتيكان.

وهذه الخلفية توحي بأن العلاقة بين الجانبين قد تتسم بالتوتر، خاصة إذا سار ليو الرابع عشر على نهج سلفه البابا فرنسيس، الذي وصف في وقت سابق سياسات ترامب في ملف الهجرة بأنها “عار”.

ومن اللافت أيضًا، أن البابا الجديد ينحدر من مدينة شيكاغو، مسقط رأس الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الخصم السياسي اللدود لترامب.

تقاطعات محدودة واختلافات عميقة

مع ذلك، لا تعني انتقادات البابا الجديد غياب أي تقاطعات محتملة مع الإدارة الجمهورية، فثمة نقاط التقاء واضحة، أبرزها الموقف المشترك من الإجهاض، حيث يعبّر كل من ترامب، فانس، وليو الرابع عشر عن رفضهم له.

غير أن هذا التوافق لا يمتد إلى مجمل القضايا، إذ يبرز التباين الحاد في قضايا مثل التغير المناخي والعنصرية. فقد سبق للبابا الجديد أن دعا أتباعه إلى التوقيع على عريضة كاثوليكية بشأن حماية البيئة، مؤكدًا ضرورة التصدي لأزمة المناخ، في موقف يناقض توجهات ترامب الذي انسحب من اتفاق باريس للمناخ.

أما في ملف العدالة العرقية، فقد أبدى بريفوست، خلال احتجاجات عام 2020 عقب مقتل جورج فلويد، موقفًا صريحًا ضد العنصرية، داعيًا الكنيسة إلى تبني خطاب واضح لتحقيق العدالة الاجتماعية. اذ كتب حينها في منشور بتاريخ 30 أيار/ مايو: “يجب أن يكون لقادة الكنيسة دور أوضح في رفض العنصرية والمطالبة بالعدالة”.

وفي المقابل، ألغت إدارة ترامب سياسات التنوع والمساواة داخل المؤسسات الفيدرالية، ما اعتُبر تراجعًا عن جهود مكافحة التمييز.

في المحصلة، لا تبدو العلاقة بين البابا ليو الرابع عشر وترامب محكومة بالانسجام، فهل سيواصل الحبر الأعظم الجديد التعبير عن رؤيته النقدية بوضوح، أم ستملي عليه مقتضيات منصبه البابوي نهجًا أكثر تحفظًا تجاه الإدارة الأمريكية؟

شاركها.
اترك تعليقاً