اعلان

طرحت طهران مقترحًا جديدًا لتشكيل “ائتلاف نووي” يضم دولًا من الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة، لتولي عملية تخصيب اليورانيوم بشكل مشترك، في محاولة لتجاوز الاعتراضات الأميركية على استمرار الجمهورية الإسلامية في برنامجها النووي، وفق ما جاء في صحيفة الغارديان.

ويُنظر إلى هذا المقترح على أنه وسيلة لإشراك دول الخليج في دعم موقف إيران، القائل بأحقيتها في الاحتفاظ بقدرات تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. وتعتبر طهران أن هذه الخطوة تنازلًا دبلوماسيًا، كونها تعرض مشاركة التكنولوجيا النووية الخاصة بها مع جيرانها، وتحويلهم إلى شركاء ومسؤولين مباشرين عن سير البرنامج.

ولم يتضح بعد ما إذا كان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد طرح هذا المقترح رسميًا خلال محادثات استمرت ثلاث ساعات مع الوفد الأميركي في عمان يوم الأحد، وهي الجولة الرابعة من نوعها، غير أن مصادر متطابقة أكدت للصحيفة أن المقترح يتداول حاليًا داخل الأوساط السياسية في طهران.

عقب انتهاء المحادثات، توجه عراقجي إلى دبي حيث أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات لا تقوم حاليًا بتخصيب اليورانيوم ضمن برنامجها النووي المدني.

وبحسب المقترح، فإن الائتلاف سيعتمد على المنشآت النووية الإيرانية، وسيتم تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 3.67% فقط، وهي النسبة المنصوص عليها في الاتفاق النووي الأصلي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أحادي عام 2018.

وتطالب واشنطن حاليًا بوقف طهران لكافة أنشطة التخصيب وتفكيك منشآتها النووية. ومع ذلك، لم يتخذ ترامب قرارًا نهائيًا، مع إشادته بما وصفه بـ”جدية إيران” في المحادثات الجارية.

مبادرة قديمة تعود إلى الواجهة

تعود فكرة الائتلاف الإقليمي إلى مقترح مشترك قدمه كل من الدبلوماسي الإيراني السابق حسين موسويان والفيزيائي الأميركي فرانك فون هيبل في مقال نُشر في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في مجلة Bulletin of the Atomic Scientists.

ويقضي المقترح بأن تكون السعودية والإمارات مساهمتين ماليتين وشريكتين في المشروع، مما يمنحهما حق الوصول إلى التكنولوجيا الإيرانية. وقد تُعد هذه الخطوة ضمانة إضافية بأن البرنامج الإيراني سيظل مدنيًا بحتًا، وهو ما تطعن فيه إسرائيل التي تتهم طهران بالسعي لتطوير سلاح نووي.

كما أن مشاركة المهندسين الخليجيين في العمل داخل المنشآت الإيرانية ستوفر طبقة جديدة من الشفافية والمراقبة، تكمل جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقد تراجعت إيران تدريجيًا عن التزاماتها بموجب اتفاق 2015، محمّلة المسؤولية لقرار الانسحاب الذي اتخذه ترامب. وتخصّب حاليًا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقرّبها فنيًا من العتبة المطلوبة لإنتاج أسلحة نووية (90%).

وتُعدّ الإمارات حاليًا الدولة العربية الوحيدة التي تُشغّل محطة نووية مدنية متكاملة، وهي محطة براكة الواقعة غرب أبو ظبي. وتعمل جميع مفاعلات المحطة الأربعة حاليًا، وتُساهم في إنتاج نحو 25% من احتياجات البلاد من الكهرباء.

 

شاركها.
اترك تعليقاً