في عزّ سطوعه، اختار عادل إمام أن يختفي. لا مهرجانات، لا تصريحات، لا لقاءات تلفزيونية، ولا حتى ظهور عابر يُطمئن محبيه. ومنذ آخر أعماله «فلانتينو» 2020، بدا وكأن الزعيم قد أغلق الستار على فصلٍ طويل من التألق، تاركاً خلفه جمهوراً واسعاً يهمس في حيرة: هل كان ذلك المشهد الأخير؟

ليست العزلة جديدة على كبار الفنانين، لكن حين يتعلق الأمر بعادل إمام، فإن الصمت يتحوّل إلى قضية، إذ لم يكن يوماً فناناً عادياً؛ بل كان مرآة شعبه، صوتاً للشارع، ولساناً ساخراً ناطقاً بما لا يُقال. لذا، فإن غيابه المستمر، وسط تكتم عائلته عن وضعه الصحي، يضرب في العمق إحساسنا الجمعي بأنه كان شيئاً منّا… وأن رحيله المحتمل – إن حدث في الظل – سيكون كمن انتزع شجرة من جذورها دون وداع.

هل هو يختار نهايته بوعيه؟ هل يرفض أن يُرى ضعيفاً كما فعل عمر الشريف؟ أم أن في الصمت حكمة لا نراها؟ تلك الأسئلة تزداد ثقلاً كل عام، بينما تتكثف الصور القديمة، وتُعاد مشاهد «الإرهابي»، و«الزعيم»، و«طيور الظلام»، في محاولة للتمسك بحضوره، ولو من خلال ذاكرة الشاشة.

عادل إمام، الذي أعاد تعريف الكوميديا، ونقلها من النكتة العابرة إلى الفعل الثقافي، لم يُغادر بعد، لكن الغياب يوشك أن يُصبح قاطعاً. ومع كل يوم يمضي، يبدو أن الصمت قد كتب له المشهد الأخير، مشهداً بلا تصفيق… لكنه يظل خالداً في ذاكرة أجيال.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً