قارنت دراسة استمرت 72 أسبوعا سلامة وفعالية أدوية إنقاص الوزن القابلة للحقن في محاولة للكشف عن الدواء الأكثر فعالية في هذا الشأن. وتبين أن تيرزيباتيد المعروف بالاسمين التجاريين “زيباوند” (Zepbound) و”مونجارو” (Mounjaro)، كان الأكثر فعالية في إنقاص الوزن لدى المصابين بالسمنة مقارنة بدواء سيماغلوتيد، الذي يحمل الاسمين التجاريين “ويغوفي” (Wegovy) و”أوزمبيك” (Ozempic).

وقاد الدراسة باحث من كلية طب وايل كورنيل ونيويورك بريسبتيريان، وأُجريت بالتعاون مع كلية الطب بجامعة تكساس ماكغفرن، وكلية الطب ديفيد جيفن بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس في الولايات المتحدة، وكلية جامعة دبلن في أيرلندا، وشركة إيلي ليلي. ونشرت نتائجها يوم 11 مايو/أيار الجاري في مجلة “نيو إنغلاند الطبية” (The New England Journal of Medicine)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

تحدي الوزن ومحيط الخصر

فقد المشاركون الذين تناولوا تيرزيباتيد 20.2% من وزن أجسامهم، في حين فقد من تناولوا سيماغلوتيد في المتوسط ​​13.7% من وزنهم الأساسي.

وأظهرت نتائج الدراسة أنه عندما يتم إعطاء كلا الدواءين بجرعتيهما القصوى، كان المشاركون الذين يأخذون دواء تيرزيباتيد أكثر قدرة على الوصول إلى الوزن الذي يريدونه وشهدوا انخفاضا أكبر في محيط الخصر من أولئك الذين يتناولون سيماغلوتيد.

وصرح الدكتور لويس أرون، مدير مركز التحكم الشامل في الوزن وأستاذ أبحاث التمثيل الغذائي في سانفورد آي وايل في كلية طب وايل كورنيل والباحث المشارك في الدراسة، بأن الأداء الأفضل لتيرزيباتيد يرتبط على الأرجح بآلية عمل تيرزيباتيد المزدوجة.

فبينما يعمل سيماغلوتيد عن طريق تنشيط مستقبلات هرمون يُسمى الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1، أو “جي إل بي-1” (GLP-1)، فإن تيرزيباتيد لا يحاكي “جي إل بي-1” فحسب، بل يحاكي أيضا هرمونا إضافيا هو الببتيد الأنسولينوتروبي المعتمد على الجلوكوز (جي آي بي) (glucose-dependent insulinotropic peptide (GIP)).

وتعمل هذه الإجراءات مجتمعة على تقليل الشعور بالجوع، وخفض مستويات الغلوكوز في الدم، والتأثير على استقلاب الخلايا الدهنية. وقال أرون “إن المسارات التي تنظم الوزن معقدة للغاية”.

مقارنة مباشرة

وتُجرى حاليا تجارب لتحديد ما إذا كان تيرزيباتيد، مثل سيماغلوتيد، يُقلّل أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

تكمن فائدة هذه الدراسة في إمكانية مقارنة الأدوية بشكل مباشرة. يقول أرون، وهو أيضا طبيب باطني متخصص في داء السكري والسمنة في مركز نيويورك-بريسبتيريان/ويل كورنيل الطبي، “يتساءل الأطباء وشركات التأمين والمرضى دائما: أي دواء أكثر فعالية؟ لقد أتاحت لنا هذه الدراسة إجراء مقارنة مباشرة”.

ورعت شركة إيلي ليلي، الشركة المُنتجة لتيرزيباتيد، الدراسة التي أُجريت في 32 موقعا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبورتوريكو. تلقى جميع المشاركين استشارات بشأن النظام الغذائي وممارسة الرياضة، وكانت الآثار الجانبية المرتبطة بكلا الدواءين متشابهة جدا. على سبيل المثال، عانى حوالي 44% من الأفراد في كل مجموعة علاجية من الغثيان، وأبلغ 25% عن آلام في البطن.

ويُجري أرون وزملاؤه حاليا اختبارات على الجيل القادم من أدوية إنقاص الوزن بما في ذلك مركبات مثل “ريتاتروتيد” (retatrutide) من شركة إيلي ليلي والمُسمّى “تريبل جي” (3G) نظرا لمحاكاة الهرمونات الثلاثة التي يُحاكيها “جي إل بي-1″ و”جي آي بي” والجلوكاجون.

شاركها.
اترك تعليقاً