وقالت الوزارة في بيان، إن الجثث عثر عليها في ثلاجة مستشفى “أبو سليم للحوادث”، الواقع في حي أبو سليم المكتظ بالسكان، وذلك بعد بلاغ ورد من إدارة المستشفى.
ونشرت الوزارة صورا تظهر جثثا بأرقام ووجوه مطموسة، وقد بدت في حالات تحلل مختلفة، بعضها محترق، وموضوعة على أسرة ونقالات معدنية. وأضافت الوزارة أن تحقيقا جار لتحديد هويات الضحايا.
وأوضحت في بيانها: “حتى الآن تم فحص 23 جثة، واتخذت جميع الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك توثيق البيانات وجمع العينات”.
ويعد حي أبو سليم معقلا لميليشيا تعرف باسم “جهاز دعم الاستقرار”، الذي كان يقوده عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، والذي قتل يوم الاثنين الماضي في ظروف لم تتأكد بعد.
أدى مقتل الككلي إلى هزيمة مفاجئة للجهاز على يد فصائل مسلحة موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، عبد الحميد الدبيبة.
وفي اليوم التالي، أصدر الدبيبة أمرا بحل التشكيلات المسلحة، ما فجر أعنف اشتباكات تشهدها طرابلس منذ سنوات، بين مجموعتين مسلحتين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين، بحسب الأمم المتحدة.
وتعد الجثث التي عثر عليها يوم الاثنين ثاني مجموعة من الجثث المجهولة التي يتم اكتشافها خلال أيام، إذ أعلنت السلطات السبت الماضي العثور على تسع جثث أخرى داخل ثلاجة موتى في مستشفى الخضراء، وهو أيضا مستشفى تابع للجهاز ذاته في حي أبو سليم.
وأشارت وزارة الداخلية، إلى أن الميليشيا لم تبلغ الجهات المختصة بوجود الجثث.
وقال الدبيبة يوم السبت إن “تفكيك الميليشيات مشروع مستمر”، في وقت لا يزال فيه وقف إطلاق النار ساريا بعد اشتباكات الأسبوع الماضي.
ونشرت حكومة الوحدة الوطنية يوم الاثنين تسجيلا مصورا يظهر جرافات وهي تهدم معسكر “77”، أحد أكبر المقرات التابعة لجهاز دعم الاستقرار، وأعلنت أن الموقع سيتحول إلى حديقة وطنية.
وتشهد ليبيا اضطرابات منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011، وانقسمت البلاد في 2014 بين فصائل متناحرة في الشرق والغرب، رغم أن المعارك الكبرى توقفت بعد هدنة أبرمت عام 2020.