بقلم: يورونيوز

نشرت في

اعلان

في غضون السنوات الأخيرة، أصبحت عمليات الاحتيال في قطاع التأمين على السيارات أكثر تعقيدًا، مع ظهور أدوات جديدة تُستخدم لإنشاء مطالبات باطلة. لكن شركات التأمين تحاول مواجهة هذه الظاهرة باستخدام نفس التكنولوجيا التي يعتمدها بعض المحتالين: الذكاء الاصطناعي.

وتشير التقديرات إلى أن ما بين 2% و3% من إجمالي التعويضات التي تدفعها شركات التأمين في فرنسا سنويًا مرتبطة بحالات احتيال، وهي نسبة تتزايد بفعل تطور الأساليب المستخدمة. من بين هذه الأساليب الجديدة استخدام صور مولدة عبر الذكاء الاصطناعي، تظهر أضرارًا وهمية بتفاصيل دقيقة تكاد تكون واقعية تمامًا.

في هذا السياق، برزت شركة ويبروف (WeProov) كلاعب رئيسي في مكافحة هذه الظاهرة. الشركة، التي توفر حلولًا رقمية لفحص المركبات وإعداد تقارير المطالبات، تعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والكشف عن أي تناقضات أو مؤشرات احتيال.

من خلال منصتها ويبروف كلَم (WeProov Claim)، تمكّن الشركة أكثر من ألف عميل — من بينهم شركات تأمين ووكالات خدمات سيارات — من تحسين دقة الفحوصات وتقدير التكاليف المرتبطة بالمطالبات.

فرانسوا ريو، رئيس القسم المالي في شركة ليوكير (Leocare)، يقول: “الذكاء الاصطناعي متاح للجميع، لذلك ليس لدينا خيار سوى اتخاذ إجراءات لحمايتنا من هذا النوع من الاحتيال.”

من جهته، أنطوان دا كونسياو ، صاحب ورشة تصليح سيارات، أكد أن التحدي الحقيقي يكمن في طريقة تقديم المعلومات. وأوضح: “في الوقت الحالي، تطلب شركات التأمين أحيانًا من العملاء إرسال صور للأضرار التي لحقت بسياراتهم — بل ولا يتعاملون معنا حتى. المشكلة هي أن الشخص قد يرسل صورًا للأضرار، لكنه يضيف أيضًا تفاصيل صغيرة ليست مرتبطة بالحادث نفسه.”

ألكسندر ماير، المدير التنفيذي لشركة ويبروف، بيّن أن تركيز المنصة ينصب على تحليل صور الأضرار بدقة عالية. وقال: “التطبيق يشجع المستخدم على التقاط صور للأضرار من زوايا مختلفة تساعِد في التقييم، والأهم من ذلك، تقييم أفضل لتكاليف المطالبة.”

وأضاف: “ما نراه هنا هو تناقض في الصورة — بعض الصور الملتقطة لا تتطابق مع الأضرار المبلغ عنها، وهناك أيضًا تناقضات في البيئة التي التُقطت فيها الصور.”

وبينما تستمر الحرب بين المحتالين وشركات التأمين، يبدو واضحًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تكنولوجية، بل سلاح استراتيجي في حماية استقرار قطاع التأمين.

شاركها.
اترك تعليقاً