بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

تستعد السلطات الصحية في الولايات المتحدة لإجراء تعديل جوهري في إرشاداتها الغذائية، عبر إلغاء التوصية التقليدية التي تحدّد الحد الأقصى لاستهلاك الكحول بمقدار مشروب واحد للنساء واثنين للرجال يومياً، وفقاً لما نقلته “رويترز” عن 3 مصادر مطلعة.

وبحسب المصادر، فإن الصيغة المعدّلة من إرشادات التغذية للأميركيين، والمتوقع صدورها في وقت لاحق من هذا الشهر، ستكتفي ببيان موجز يدعو الأميركيين إلى شرب الكحول باعتدال أو تقليص استهلاكه بسبب مخاطره الصحية، دون تحديد كميّة معينة. وتبقى هذه الإرشادات قيد المراجعة وقد تخضع لتعديلات في اللحظة الأخيرة.

نهاية التحديد العددي

منذ عام 1990، تنصّ الإرشادات الأميركية على أن الشرب المعتدل يعني مشروباً واحداً يومياً للنساء واثنين للرجال. هذه التوصية لطالما اعتُبرت معياراً صحياً، وتُستخدم كأساس في السياسات الغذائية والصحية، بما يشمل برامج التغذية المدرسية والتوجيهات الطبية.

لكن التوجّه الجديد نحو استخدام لغة عامة دون تحديد أرقام أثار قلق بعض الخبراء. إيفا غرينثال، وهي عالمة سياسات بارزة في “مركز العلوم في المصلحة العامة”، انتقدت التعديل المرتقب واعتبرته “غامضاً إلى درجة تفقده القيمة”، مشيرة إلى أن الرسالة حول المخاطر الصحية حتى في حالات الشرب المعتدل، لا سيما خطر الإصابة بسرطان الثدي، قد تتلاشى في ظل هذا التبسيط.

اختلاف في التقييم العلمي

وتستند المراجعة الحالية إلى دراستين أساسيتين. خلصت الأولى إلى وجود صلة بين الشرب المعتدل وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، لكنها ربطت أيضاً بينه وبين انخفاض مخاطر الوفاة العامة والسكتات القلبية. بينما أظهرت الدراسة الثانية أن أي كمية من الكحول ترتبط بزيادة خطر الوفاة، وترتبط تحديداً بسبعة أنواع من السرطان، مشيرة إلى أن الخطر يرتفع مع زيادة الاستهلاك.

مصدر رابع مطلع على المناقشات أشار إلى أن الأساس العلمي لوضع حدود رقمية محددة لا يزال محدوداً، وأن الهدف من التعديل هو عكس الأدلة العلمية الأكثر قوة ومتانة فقط.

الصناعة الكحولية في موقف ترقّب

الشركات الكبرى في صناعة الكحول، مثل “دياجيو” و”أنهايزر – بوش إنبيف”، مارست ضغوطاً على أعضاء الكونغرس طوال عملية المراجعة، حيث تُظهر سجلات مجلس الشيوخ أن هذه الشركات أنفقت ملايين الدولارات في عامي 2024 و2025 للتأثير على التوصيات إلى جانب قضايا ضريبية وتجارية أخرى.

وقد زادت مخاوف هذه الشركات بعد تحذيرات منظمة الصحة العالمية الأخيرة بشأن مخاطر الكحول، وكذلك دعوة الجراح العام السابق في الولايات المتحدة، فيفيك مورثي، إلى فرض ملصقات تحذيرية على منتجات الكحول، قائلاً إن استهلاكها يزيد خطر الإصابة بما لا يقل عن سبعة أنواع من السرطان.

توجه دولي مختلف

تختلف السياسات الصحية من بلد إلى آخر. ففي حين توصي بريطانيا بعدم تجاوز 14 وحدة كحولية أسبوعياً، ذهبت كندا إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن المخاطر تبدأ بالارتفاع بعد مشروبين فقط في الأسبوع.

صمت رسمي

لم يصدر أي تعليق حتى الآن من وزارتي الصحة والزراعة الأميركيتين المعنيتين بوضع الإرشادات الجديدة. كما لم يتحدث وزير الصحة، روبرت كينيدي جونيور، المعارض لاستهلاك الكحول، عن الموضوع بشكل مباشر، لكنه شدّد في تصريحات سابقة على أهمية التركيز على الأغذية الكاملة في التوصيات القادمة.

ومن المتوقع أن تقتصر التوصيات الجديدة بشأن الكحول على جملة أو اثنتين، وفقاً لأحد المصادر، على أن تبقى الأرقام الحالية موجودة فقط في ملحق موسع للإرشادات، إذا قرر واضعو السياسات الإبقاء عليها.

شاركها.
اترك تعليقاً